خليها لربك / علي الشريف

خليها لربك

تابعت على مدار الأيام الماضية جولات الحكومة على المحافظات للحوار حول قانون ضريبة الدخل ومدى تأثيره على المجتمع إيجابا او سلبا وكل حسب وجهته نظره.
بكل صراحة لم أرى حوارا في كل الجولات وكل ما رايته هو صراخ ومحاولة فرض الهيمنة على الحكومة وعدد من المطالب وكلمات عاطفية عن الفقر يتخللها حديث عن حاجات شخصية وفي بعض الأحيان كان الأمر يتجه للمطالب.
إنا لا اعرف على أي شيء كان الناس يتحاورون… لأنني لم اسمع نقاشا واحدا حول قانون الضريبة وكل ما كنا نسمعه بعض الكلمات مثل كلاب المسؤولين والشعب أكل … (خ) وهذه الكلمة نخجل من كتابتها بينما كانت تتداول بكل فخر عبر مواقع التخاصم الاجتماعي للأسف.
في بعض الأحيان كان الأمر يتجه ليتحول لتصفية خلافات شخصية ومن ثم يصبح ردحا …وبعد ذلك صراخ وطرد للوزراء بعد التنكيل بهم.
دعونا نكون متزنين في الحديث فالحوار الذي كان يتم يشبه كل شيء في الدنيا إلا الحوار ..وفيه كل شيء إلا أدبيات الحوار ولا اعرف مرد ذلك هل هو سوء إدارة أم عدم توعية ام احتقان بلغ الذروة من سياسات الجباية التي سبقت هذه الحكومة أم أن بعض الحضور من الوزراء عليه إشارة استفهام أم أن هناك أشياء أخرى.
غير ذلك فان الحوار كان يجب أن يكون مع مختصين في الشأن الاقتصادي ومع المستثمرين لنسمع منهم دون إن يتشدد احد برأيه على حساب الأخر لا أن نأتي بالغلابة ليصبحوا رمادا بعد حريقهم.
مشهد الحوار يتلخص كالأتي فقراء يرفضون وأغنياء غائبون وإعلام منفصم حد الثمالة ووزراء أصبحوا في ورطة نقاشية مع أشخاص لا يعرفون ماذا يناقشون والوزراء لا يعرفون كيف يردون.
في مشهد الحوار يتكلم هذا فيقول ما عندي شغل ..بينما يأتي الثاني ليقول اخرجوا المندسين من بين الحضور والمصيبة انه لم يشر لهم ….يأتي أخر فيعرض مشكلته مع قانون الجرائم الالكترونية وأما الأخير فانه يومئ بحركة غير لائقة…والغريب إننا نعتبر هذا الأمر بطولة…
والاهم من ذلك ان النخب التجارية والاقتصادية كانت غائبة عن هذا الحوار فأمر الضريبة مرفوض لديها جملة وتفصيلا والنقابات للان لم تركب الموجة كالعادة والجميع اكتفى بان يكون الفقراء وقود الرفض عندهم.
أما المصيبة الانكى من ذلك فالذين قادونا للهلاك باستشاراتهم وتحليلاتهم الاقتصادية باتوا يطلون علينا ناصحين راكبين الموجه من أعلاها ليراهم الجميع ويسمع نصائحهم التي كانت وبالا علينا أيام كانوا مستشارين ..فرفعوا كل شي إلا كرامتنا أوصلوها للحضيض.
انا لا اعرف لماذا يتصدر الوزراء المشهد ولماذا لم يكن الحوار بين الناس والنواب الذين عليهم إن يسالوا الناس في قواعدهم الانتخابية وهم أي النواب من سيقرون او يرفضون القانون.
ولماذا بتنا نرى ونسمع ردحا غير منطقي وكلام خارج سياق الموضوع والعرف وأدب الحوار وكلمات لم نعهدها تقال أمام طفل .فان كنا اعترضنا على دعاية تلفزيونية وأقمنا الدنيا ولم نقعدها لأنها مخلة بالأدب كيف نسمح بان نسمع أمام الناس وفي بث مباشر وأمام الدنيا مثل ما سمعنا.
وأنا لا اعرف لماذا لم تقم الناس بوجه حكومات استمرأت على كل مقدراتنا ..فأكلت الأخضر مع اليابس وجففت الضرع وأعدمت الزرع ورفعت مديونية البلاد والعباد إلى الضعف بقدرة قادر.
للاماته وصلنا إلى حالة متردية من النقاش وأصبحت ديمقراطيتنا تتمثل بمن يشتم أكثر أو يتهم أكثر والمصيبة أننا رأينا حوار الأطرشان …وأما المصيبة الأكبر إننا لا بد إلا أن نعترف إننا وقعنا تحت اخطر استعمار في الدنيا وهو استعمار الفكر و العقول وتوجيهها كيفما أراد المستعمر بفضل التواصل الاجتماعي الذي الغي التواصل نقله ليكون تخاصم.
عزيزي أبو منيف أنت قلت انك تقود طائرة خربانه ..يا رجل أنت تقود طائرة منتهية لا ترخيص و لا بنزين ولا ركاب ولا ستيرنج ولا حتى مساحات ولا بريكات ولا بواجي والبودي مضروب وما في طيار ألي ولا مساعدين مثل خلق الله حتى المضيفة يا رجل بتشبه جاري أبو محمود . يزم حتى مطار ما فيش وجاي تعمل حوار … أي خليها لربك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى