تأملات صباحية (مهمة صغيرة) بقلم: عبد الرحيم جداية

تأملات صباحية (مهمة صغيرة)

بقلم: عبد الرحيم جداية

يقول المثل الشعبي: “إنّ الحجر الصغير يسند جرة أو صخرة”، وربما ذلك الحجر الصغير بمهمته الصغيرة يمنع بناية من السقوط، أو جبلا من الانهيار، وربما يقوم هذا الحجر بسد ثقب فيمنع سدا من التسرب والانفجار، وكلنا في هذا الكون لنا أدوار صغيرة، ربما نعرفها وربما لا نعيها، وربما نمارسها ولا نعرف كنهها أو سرها ومعناها.
فالمخلوقات الصغيرة كالنمل والذباب والنحل، وما لا نعرف من الحشرات في هذا الكون لها مهام صغيرة تساعد على حفظ هذا الكون من الانهيار، والإنسان كما سائر المخلوقات في هذا الكون، “كلُّ سيّر لما خلق له”، فما دورنا في هذا الكون وخلافته، ونحن الذي كرّمنا الله بالخلافة على هذه الأرض، وحمّلنا رسالة الدين والسلام إلى العالم لنأخذ طريقنا إلى الإصلاح المجتمعي والبيئي والكوني، من خلال تلك المهام الصغيرة التي أودع الله فينا سرها.
وكما قال الشاعر :
” لا تحقرن صغيرا في معاملةٍ … إنّ البعوضةَ تدمي مقلة الأسدِ”.
فماذا لو التفتنا إلى أنفسنا وعرفنا ما خلقنا لأجله من إصلاح الكون وإعماره، لا إفساده وتدميره، فالأشياء الصغيرة، والأسئلة الصغيرة، والأفكار الصغيرة إن تماسكت كانت “كالبنيان المرصوص”، وتكاملت أدوارنا في الكون من أجل حياة فضلى.
تأمل واعرف من أنت وقدراتك التي يحتاجها الكون، فلكل مخلوق قيمته حتى لو كان دوره ثانويا في تشكيل هذا الكون، فيبقى دوره مهماً في رحلة البناء والإصلاح إن آمن بدوره ومسؤولياته.

28/7/2011م

———————
الإسم : عبدالرحيم جداية

البريد الالكتروني : jdaih_abed@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى