خاوات وزعران

مقال الاثنين 3-7-2017
خاوات وزعران
بمعزل عن مدى صحة رواية السيدة المستثمرة في حديقة القدس / الزرقاء عندما قرّرت اغلاق المكان بسبب الخاوات والزعران – على حسب تعبيرها- ورفعت لافتة على مدخل الحديقة لمن يريد ان يهتم أو يسمع..فإن نفي الخبر لا يعني بشكل أو بآخر نفي الظاهرة.. فالظاهرة موجودة مهما حاولنا اغماض العين عنها او تصغيرها..
للأمانة ، الخاوات صارت أكثر وضوحاً ووقاحة وبشاعة و كثير من التجار وأصحاب المقاهي والمطاعم صاروا يضطرون لدفع “رسوم البلطجة” بصمت وهم مغلوبين على أمرهم. من يمارس هذه “المهنة ” لا يخشى القانون ويحفظ بنوده ويعرف كيف يحصل على أخف الأحكام وغالباً يحصل على عدم مسؤولية.. فهم يرسلون التهديدات المبطنة وينفّذون التهديد في غفلة وعتمة وتسجّل الحوادث ضد مجهول وكثير من جرائم السطو وحرق السيارات والمحال التجارية التي حدثت في السنوات الأخيرة ،نفّذت فقط لأن صاحب المصلحة رفض دفع الخاوة المقررة.
صديق لي مستثمر مهم في قطاع المقاهي والمطاعم السياحي افتتح قبل ثلاث سنوات مطعماً ومقهى في مادبا، بعد ان رمم بيتاً تراثياً قديماً ودفع عليه من الاثاث والديكورات والمعدات ما يزيت عن المئة وخمسين الف دينار..لم يصمد المشروع أكثر من 6 أشهر هناك حيث أغلق المصلحة وخسر ما خسره لنفس الأسباب ،كانوا يأتون الى عمّاله ويطلبون الخاوة أو يكسرون الطاولات أمام الزبائن فآثر ان يغلق المنشأة السياحية ويعود الى مكانه، فهؤلاء لا سقف لمطالبهم ،ولا شيء يوقف تهديدهم ومعظمهم من أصحاب الأسبقيات الذين لا يعنيهم السجن كثيراً كعقوبة.
نحن على ثقة أن الأمن لن يتوانى في وضع حد لهذا التجاوز وهذا التحدي الصارخ للقانون، لكن أنا أرى ان مفهوم الخاوة أيضاَ بدأ يتضخم أكثر بكثير من مجرد طلب “5 دنانير” أو “10” ع الداير..بعض الشركات الاستثمارية الأجنبية التي تحاول ان تستثمر بالمناطق النائية والمحافظات البعيدة تتعرض لنفس الخاوات “الثقيلة” تصل أحياناً الى التهديد بالسلاح اما “الدفع” و”توظيف” أبناء المنطقة واما عرقلة المشاريع.. وهذا ان صحّ وتفشّى مرعب وخطير بحيث لن يدع مستثمرا واحدا يمرّ في أرضنا حتى باعة “شعر البنات”

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. حل هذه الظاهرة والقضاء عليها يكون بتغليظ العقوبات بشكل هائل…بل وصادم….يفقد معه طالبي الخاوات صوابهم..يعني تخيل لو العقوبة تكون الجلد بمكان عام وبشكل مهين ثم زجهم في السجن باحكام مخيفة مثل عشرين عام…..وقد نقول هل يمكن تطبيق ذلك…اقول..ممكن ذلك بتغيير القوانين الزاجرة….هذا حل…او بشيء آخر متوافر في القانون وهو قانون الارهاب…ويمكن تطبيقه على هذه الزمرة المارقة الحقيرة الغريبة عن ثقافة مجتمعنا…ان ما يفعلونه من تخويف وتهديد بل واعتداء متكرر يطابق ما يفعله الارهابي تماما…فلا اسهل من تطبيق قوانين الارهاب عليهم…..ولو حصل ذلك…فلا داعي لان يضيع الامن والشرطة وقتهم في البحث عن امثال هؤلاء المجرمين….فقط تطبيق هذه الاحكام على بعض هؤلاء السفلة وسيختفي ويتلاشى الباقون منهم ويذوبوا…كأنهم ما كانوا…..ولو سألتهم…هل انتم على استعداد لممارسة اعمال مثل الاعمال التي تقوم بها الجماعات الارهابية وسوف تجنون اموالا منها….صدقني سيكون جوابهم انهم لن يتجرؤا على ذلك…بسبب خوفهم الشديد من اعمال وتطبيق قوانين الارهاب عليهم….لا حل سوى ذلك….تطبيق قوانين الارهاب…لآن الدولة لا تمتلك اموالا لرفع سوية المجتمع الاقتصادية والقضاء على هذه الظواهر القبيحة ….على الاقل في المستقبل المنظور….فلا حل سوى قانون الارهاب.

  2. كانت هذة الظاهرة موجودة في العراق في مطلع الثمنينات وكانت مشكلة تؤرق المواطنين كان يطلق على هذه الفئة من البلطجية بالهجة العراقية اسم ( شقاوات ) اي اشقياء كان لايهمهم السجن والناس كانت تتقي شرورهم بالدفع حتى زادة بطريقة مقلقة للدولة اصدر الشهيد صدام حسين رحمه الله مرسوما للمحاكم اي شخص من اصحاب السوابق هؤلاء يعتقل مرتين على قضايا البلطجة يصدر بحقة قرار اعدام ميداني . ذكرلي احد الاصدقاء العراقيين انه شهد عملية اعدام لشقيقين من ارباب السوابق في نفس حيهم الذين يقطنون فية ويجبر الواطنين للخروج لمشاهدة الاعدام يقول حضرة سيارة مضللة ونزل من رجال امن مقنعين وسيارة اخرى تقل المجرمين واوقفوهم بساحة في الحي وتقدم اثنان من الامن المقنعين واطلقو على كل واحد ثلاث رصاصات بحضور ذويهم واعلنو ان لايتم فتح بيت عزاء لهم وان يقوم ذويهم بتسديد ثمن الرصاصات التي اعدمو فيه يقول ان هذة الحادثة تكررت مرتين وبعده اختفت هذه الظاهرة الى الابد.

  3. والله يا اخ راتب هذا الحل ممتاز ورخيص عالدولة لكن مافي دوله عندنا تطبق.. باقي الامن والأمان اذا راح سلامتك

  4. قال تعالى “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”
    المائدة (33)

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى