صُبحي.. الوزير المُحتمل لإعلام سوريا ؟!! / أمير شفيق حسانين

صُبحي .. الوزير المُحتمل لإعلام سوريا ؟!!

الفنان محمد صبحي ، صدَقْناه طويلاً ، وهو يستعرض هموم الوطن السياسية والإجتماعية ، وأزمة غياب الأخلاق الحميدة ، وذلك من خلال أعماله الفنية، فوجئنا به منذ أيام ، زائراً لسوريا ، كي يلتقي بسفاح الدماء بشار الأسد وعائلته ، بل وتم تكريمه من قِبلْ أحمد حسون مفتي بشار ، الذي منحُه بعض الهدايا ، كما ظهر في إحدي الصور التي جمعتهما معاً !!
هذا الأمر الجَللْ الذي أصاب المصريونبصدمة هائلة ، وبسببه إنهالت علي الفنان المصري موجات عنيفة من الغضب والإنتقادات اللاذعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، مِنْهؤلاء الذين ثاروا واستنكروا علي صُبحي خطيئته في حق مصر والعروبة ، وإعتبروا أن تلك الزيارة بمثابةحالة تسامح وتهاون ودعم من شخصية مصرية مشهورةللنظام السوري الجائر ، هذا النظام الذي يقتل ويُعذِب من أجل يمكُث في الحُكمْ .. فكيف أقْدَم محمد صبحي علي مقابلة ومُصافحة مُجرم ، جعل سلاحُهْ البطش ، لمواجهة شعْبُه ورعيَتُهْ ؟!
ومع غضب صبحي من المُشككين في وطنيته .. ووصْفِه لهم بالمنحطِين أخلاقياً ، أنكرالفنان المصري ، تماماً مقابلتهلأي مسئولمن أفراد النظام الحاكم بسوريا، ولكن إعلام بشار، قام بنشر صورةتجمع الفنان المصريمعنجاح العطار نائب الرئيس السوري بشار الأسد ، ولعلَ أن الصورة ، التي فضحت كذب الفنان المصري ، قد تم إلتقاطها داخل مكتب بشار بدمشق !!
ولعلكم تتفقون معي بأنزيارة محمد صبحي لرئيس سوريا ،المُفسد في الأرض ، لا تعني إلا إرتياح الفنانالمصري لسياسة بشار التي منهجها القتل والدعس والحرق والإباده الجماعية للشيوخ والرُضَعْسواء.. أو أن تلك الزيارة تعني عدم مبالاة محمد صبحي بجرائم الأسد ،وأنقتل الأبرياء لا يَهِم الفنان الشهير ولا يعنيه في شيئ ، بل شَغَلَه إغتنامالفرصة الذهبية لمصافحة ومجالسة حاكمعربي، حتي وإن كان هذا الحاكممُجرماً وجائراً !!
ولكن ماذا لو كان طلب بشار الأسد من الفنان المصري أن ينضم لنِظامه وحكومته ليصبح وزيراً للثقافة أو الإعلام السوري ؟! ، هل سيوافق صبحي علي الإقتراح المُذهل ، لاسيما لو أغراه بشار بالأموال والضِياع والثروات لكي يقبلبذلك المنصب الرفيع ؟!
هل سينجح الفنان محمد صبحي – إعلامياً -فيتوجيه العالم كلهنحو الوهم والباطل ، فيُصبح قادراً علي إظهار المشهد السوري الدموي ، في ثياب بيضاء رائحتها المسك وليس الدم والسوادكما هو الواقع الأليم، طوعاً وطمعاً في رضي بشار.. وهل سيُبدع صبحي في إخفاء الحقائق المُفْجِعة ، وتكذيب الأخبار الصادقة ، وهو بدَوْرُه المشخصاتي البارع الذي يملك أدوات إضحاك الناس وإبْكائهم ، من خلال إعلام هَشْ ، لن يكون إلا مرتع لتزوير الأحداث وتبديلها ، وهل سينضم صبحي لصفوف المنافقينلصاحب السُلطه ، فيُبدع فيتجمِيل كل قبيح ، وتقبِيح كل جميل ، إذا ما كلَفَه مُجرم الزمان بتولي شئون وزارة الإعلام السورية ؟!
هل سيزعُم صُبحي ، ذلك الوزير المُحتمل لإعلام سوريا ،بأن أهل سوريا هم الظلمةوالبُغاة ، وأن بشار هو الفاروق الحكيم الذي يتحلي بالحكمة ويحكُم بالعدل ، وأنه الراعي الأمين لمصالح شعبُه ؟!وهلسيتألق الممثل القديرفي إخِفاء المشهد الدموي الراهن بسوريا ، فيُقنعالعالَمِينمن خلال إعلام مرئي ومسموع ، بأن الأمن والسلام يغمُران الأجواء السورية ، ثم لا يذكر إعلامه الكاذب ولا يُظهر ويلات الدماروالخراب المرير الذي تعانيه البلاد والعباد؟!
لقد كان الأولي أن يفكِر الفنان المصري مئات المرات ، قبل إتخاذه لقرار زيارةملتقي سوريا الثقافي ، إن كان هذاهو السبب الحقيقي في الزيارة ، فإن إعتذاره عن السفر لسوريا كان سيُدرأ عنه كثيراً من الشُبُهات ، أما إن كان فرحاً فخوراً بلقاء بشار وعائلته ، فهذا دليل واضح علي رِضاهْعن إهدار دماء الأبرياء السوريين ، تحت مسميمكافحة الإرهاب .
ولا أظن أن الفنان المصري ، سيقبلبتولي حقيبة الإعلام السورية، إذا اُختير طوعاً أو كرهاً لتلك المهمة الماجنة ، فلربما يُراجع نفسه فيعترف بخطئه فيعتدل ، ويا آسفي علي صبحي لو قَبِلَ بأن يكونمُجرد أداه يحركها بشار كيفما يشاء ، ليُدرْبها إعلاماً خواناً أثيم، فبئس ما فعل، حضرة الوزير المحتمل!!
amirshafik85@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى