حافِظات و فاضِحات / د. ناصر نايف البزور

حافِظات و فاضِحات

كثيراً ما نسمع ما يتداوله الناس عن قصّة الزوجة التي تركت “بنطلون زوجها المتوفى من 8 سنوات مُعلقاً؛ وكانت تضع بجيبه النقود؛ وعندما يطلب الأبناء المصروف تقول خذ من جيب أبيك حتى لاينقطع ذكره…” 🙂 ولقد رأينا في واقعنا بعض النساء مثل هذه الزوجة العظيمة بل وأكثرَ وفاءً… 🙂 وأزعُم أنّ عمّتي أم صالح (والدة الغالية أمّ قُدامة)، رحمها الله ورحم العم أبا صالح، كانت مِن هذا النوع من النساء الوفيّات المُخلصات الصابرات في حياة زوجها وبعدَ رحيله حتّى لحقَت به إلى الرفيق الأعلى بعد ردحٍ مِن الزمن.. 🙁

هذا واللهِ هو أجمل تطبيقٍ لهدي النبيِّ عليه السلام في قوله:”وإذا غِبتَ عنها حفِظتك” 🙂 فهؤلاء هُنّ الحافظات اللاىي اخبرَ الله عنهنَّ “فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ” 🙂 لذلك جاء المقطع التالي من الآية الكريمة بوصف غير ذلك نشوزاً: “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ” 🙁

وفي المقابل فكَم رأينا مِن النساء لا تحفظ إحداهُنَّ لزوجها سِرّاً ولا سِتراً لا في حياته ولا في مماته 🙁 فأمثال هؤلاء كَمَثلِ امرأة نوح التي أفشت أسرار زوجها لقومها فوصفَ الله ما فعلته هي وامراة لوط بالخيانة كما جاء في قوله: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ” 🙁 فهؤلاء هُنَّ الفاضِحات؛ وأيّ فضيحة أشنع مِن اللائي يخرِقن ما أسماه الله بالميثاق الغليظ في قوله تعالى: “وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا” ؛ أي عقد النكاح … 🙁

فإلى كلّ بنتٍ مِن بناتي المتزوّجات والمقبلات على الزواج، أوصيكِ بحفظ زوجكِ في حياته وبعد مماته 🙁 كوني له كعائشة وكخديجة؛ وإيّاكِ إيّاك إيّاك أن تكوني مثل امرأة نوح أو امراة لوط فتكوني مِن الخاسرين، والعياذ بالله 🙁 وما ينطبقُ على الزوجة ينطبقُ على الزوج 🙁 فكوني يا ابنتي حافِظةً ولا تكوني فاضِحةً… : واللهُ أعلمُ وأحكَم #Inspiration

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى