سياسة “المقرعة” / جميل يوسف الشبول

سياسة “المقرعة”

كتب صاحب مصلحة الضرائب الى مصطفى وهبي التل ابو وصفي كتابا يذكره بضرورة جمع الاقساط

المستحقة على المزارعين من قروض اعطيت اليهم من قبل الحكومة فما كان من عرار الا ان كتب له

بضع كلمات لم يزد علهن حرفا واحدا “يا حمرا يا لواحه لونك لون التفاحه” فسكت الطالب واجلت

مقالات ذات صلة

المطالبة .

لم يكن صاحب مصلحة الضرائب اقل حسا من عرار فامتثل وفهم فحوى الرسالة وكانت ان هذه السنة

سنة “محل” اي ان المزارعين لم يحصدوا هذا العام وكان الانتاج قليلا فلا طاقة للمدين على السداد

والايفاء بما استحق عليه من ديون .

التاريخ الاردني زاخر بهذه المواقف لا نريد ان نتوقف عندها الان على اهميتها فقد حمى عرار

ووصفي مزارعي الاردن من جشع المرابين وابتلاع اراضيهم وترحيلهم من مساكنهم .

اليوم لا يشبه البارحة ابدا فقد عز على المواطن الاردني ان يرى المسؤول الرحيم الحليم الحصيف

الذكي المؤمن بأن قوة الوطن من قوة المواطن وان مواطنا فقيرا مريضا مكسور الارادة لا يمكن له

ان يبني دولة عزيزة كريمة .

نقول لهؤلاء ان عرار لم يكن متخصصا في الاقتصاد ولم يعرف شيئا عن الصناديق السيادية وسلال

العملات كما نحن لكننا نقول لكم ان الطريق الوحيد الذي تسلكونه لن يؤدي بالوطن والمواطن الا الى

الدمار وان الحل بالرحمة والتراحم فالمواطن الذي لم يدفع الضريبة بسبب وضع اقتصادي فرض عليه

وعليكم لا يمكن ان نعالج تقصيرة بمضاعفة الفائده واضافتها اسبوعيا على اصل المبلغ والحجز على

ارضه وشركته وسيارته وزيادة معاناته وملاحقته امنيا لصالح حتى الشركات وان هذه السياسة هي

من اطاح باقتصاد البلد .

يتحمل ذلك المسؤول والمجالس النيابية السابقة مسؤولية حزمة القوانين التي دمرت اقتصاد البلد

لانها وردت في الوقت الخطأ وعلى رأسها قانون المالكين والمستأجرين والزياده الهائلة مع الدخول

المتدنية فاغلقت الاف الشركات وتركت المحلات والمكاتب فارغة وشردت العائلات وعانينا ولا زلنا

من المشاكل الاجتماعية الخطيرة والتى لا حصر لها .

نقول لمن يهمه الامر ان العقل والقلب خير من اليد والقدم .

* المقرعة هي قطعة من خشب يربط برأسها حبل من الليف بطول متر يضرب به البغل

لحثه على جر قطعة خشبية تسمى اللوح تستخدم لطحن قش القمح والعدس.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى