دخله مباركة يا عرسان / علي الشريف

دخله مباركة يا عرسان
اربد- علي الشريف
بات من الممكن بعد قرار الحكومة الرشيدة بتخفيض عمر الزواج الى 15 سنه ان يصلنا بطاقة دعوة مذيل باسفلها ممنوع حضور الكبار يقول شخص
ويقول اخر في نهفة اخرى ان على الحكومة ان تقوم بعمل عرض خاص خذ عروسه واحصل على لعبتين مجانا “ياتي هذا ضمن تهكمات شغبية على قرار الحكومة بتخفيض سن الزواج؟
للامانة انا لا اعرف كيف فكرت حكومتنا بمثل هكذا قرار وما هي الغاية منه او المقصد خصوصا ان الزواج في بلادنا اصبح معجزة او باتت تحتاج كنز كي يتمم العريس مراسم زواجه طبعا بعد البحث المضني عن ابنة الحلال.
تعالوا نتخيل الموقف اطفال على الكوشة يجلسون كعرائس ربما لا يعرفون ماذا يعني الزواج بل هم لا يعلمون وحولهم طبل وزمر ورقص.
انا لا اعرف كيف يمكن لابن وابنة الخمسة عشر عاما ان يبنيا اسرة وكيف لهما ان يفهما الزواج ومعانيه حتى اني لم اعد افهم كيف يمكن لهم الانجاب..
يبدو ان قرار مثل هذا فيه مقتل للطفولة وفيه ايضا مقتل للصبايا اللاتي يقفن على الدور ولمن فاتهن القطار وفيه اعدام ممنهج لحياة اسرية قرر القانون ان يبنيها دون ادراك من الذي تبنى له.
انا على مشارف الخمسين ولا زلت انظر لابني على انه صغيرا وهو على مشارف العشرين ولا زالت امي تنظر الي رغم كهولتي انني طفل لم يبلغ الفطام بعد ولا زال عمي يوبخني كلما اقترفت ذنبا وربما يجاملني بالحسحسة على راسي ان راني قد زعلت.
كيف يمكن لنا ان نهرق الطفولة بهذا الشكل رغم ان الجميع بما فيهم الحكومة كان يحذر من الزواج المبكر بسبب الخلافات التي ربما تنتشر بين الزوجين فما بالهم اقروا قانونا يسمح بالزواج ما قبل ولادة العرسان
هل يمكن ان يكون الطفل مؤهل فسيولوجيا لمثل هذا الامر او الطفلة…سيقول قائل ومال الانترنت ما خلى شي الا علمهم اياه وهذا اعتراف بفجور الانترنت وفسقه.
يمكن ان يكون هذا العمر للزواج مناسبا في بلاد حارة جدا حيث يتشكل الانسان فسيولوجيا بوقت مبكر نتيجة ظروف الاجواء وهو متبع في بلاد عربية بعضها في الخليج وفي مصر وكان متبع في سوريا لكن في بلادنا لا اعرف مسوغا واحدا له.
كان بودنا ان نسمع ان حكومتنا الرشيدة خفضت الاسعار …او خفضت حجم البطالة ..او خفضت المديونية او عدد الوزراء او قيمة رواتب الوزراء المتقاعدين والمستشارين وعدد الوظائف المزدوجه .
كان بودي ان اسمع انهم فعلا خفضوا من نسبة الفساد التي تنخرنا او خفضوا الواسطات او الترهل هم لم يخفضوا شيئا الا انهم بقرارهم ربما يكون عندهم فائض من لعب باربي قرروا ان يبيعوها فوجدوا الحل الامثل بزواج الاطفال.
اخشى ما اخشاه ان تسمح حكومتنا بزواج الذذكر ما قبل طهوره فهي حكومة العجائب وان تسمح بعقد القران على الجنين اذا ثبت انه انثى ونحن ما علينا الا ننقول دخلة مباركة يا عرسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى