نقيلي أحلى زهرة… السخنة / نبيل عماري

نقيلي أحلى زهرة… السخنة
من بساتين الجمال من لحن زكي ناصيف حين يصحو الصبح فالورد نيسان والثمر ايار يصحو الصبح تفرك الوردات عيونها وتغسل الزهرات وجهها بندى الصبح الباهي , هكذا كانت السخنة وعين النمرة الواقعه على نهر الزرقاء والزمن قبل 40 عاماً كانت تعناق الخضرة, وشجر الدفلى وبساتين موزعة على مجرى السيل الصافي العذب بين جنبات القصيب تسمع نقيق الضفاضع تشاهد صغيره ابو ذنيبه ينطلق للحياة واسماك تتسابق بمجرى السيل ومصاطب الخضرة تزدان بالخس الطازج والشومر البلدي والبقدونس والناس تنقل متاعها لتسكن على صفاف السيل والنبعة وعصافير الدوري والحسون تضحك لربيع وشمس وسماء زرقاء , تختار الخسه من مصطبتها يترواح سعرها تعريفة وقرش وكذا ضمة الشومر البري تشتم رائحة ورق دوالي وكوسا وهنا رائحة مشاوي الناس خرجت من سباتها الشتوي لتتمتع بطيب المنظر , من بعيد تسمع أغنية اول همسة لفريد من مسجل كاسيت توشيبا وكذا فيروز يا جبل الشيخ واذاعة اردنية جميلة تبث اغاني لتوفيق النمري البنت الريفية , السخنة كانت جنة الزرقاء ببساتينها وأصحابها الشيشان بمشمشها الحموي والمستكاوي وتوتها الشامي الأبيض والأسود الشهي والبري العليق واشجار الحور الباسقة وكذا اشجار الجوز المعمرة تتسلل منها خيوط الشمس الربيعية لتعطي دفىء قليل يقي لسعات ولو قليلة من نسمات نيسان والتي يقال عنها برد السبل بيهد الجبل , تغفو ولو قليلاً تسمع بائع الذراية المشوية او المسلوقة ذراي يا الذراية او بائع اللوز الأخضر بأنواعة العوجا والبلدي والمخملي يباع بالوقية مع رشة ملح اظنها كانت تباع بقرش , يتسابق الأطفال عند بائع البوظة او الأيمة والتي خرجت بعد غياب شتوي بقراطيسها الملونة وعربتها المزركشة وصاحب العرباية يصيح ايمة بوظة وعلى لحن اغنينة وطنية للتشجع يردد البوظة كبيرة كبيرة وما اكبرها, كبرنا وكبرت الإيام معنا وما عادت السخنة تفيق وتنهض نبعها نضب وسيلها تلوث ومزارعوها تركوا بساتينهم الغناء ولم نشاهد توت عليقها البري إلا في صفط مغلف في احدى المولات تباع 12 دينار ويسمى بلو بيري , كم كنت جميل أيها الزمن الجميل زمن الطبيعة والطيبة والجمال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى