تبيضون عند الحكومة وتصيحون عندنا / جميل يوسف الشبول

تبيضون عند الحكومة وتصيحون عندنا

اقر قانون الضريبة وسمعنا نواب الامة يصرخون و يغضبون ويزمجرون وكنا نعتقد انهم يريدون ان

يسمعونا نحن معشر الناخبين اصواتهم ليثبتوا لنا دفاعهم المستميت عن حقوقنا لكن الذي حصل انهم

يريدون ان يسمعوا اصواتهم وقراراتهم لجهة اخرى فاكتشفنا اننا نباع بثمن بخس في سوق

نخاستهم.

ما فعله النواب اليوم يدخل في باب العمل الجاري فان كان فيه خير فان اليد التي امسكت بالقلم وهي

تعلم ان في توقيعها خيرا للعباد ستنال اجر الصدقة الجارية او السيئة الجارية والاجر والوزر عند الله

عز وجل فهو العالم بخائنة الانفس وما تخفي الصدور .

الحديث عن القانون اقتصر فقط على مسألة الرواتب والاعفاءات وشهدنا ما يشبه القسم بان الطبقة

الفقيرة والوسطى لن تطالها سياط القانون وان القانون يراعي ان نأخذ الاموال من الاغنياء ولنعيدها

للفقراء وكأنه يتحدث عن ركن الزكاة .

لن يدفع الغني فلسا واحدا الا بعد ان يعيده اضعافا على جيب المواطن والحكومة ورئيسها يعلمان ذلك

ونواب الحكومة يعلمون ذلك ونقول نواب الحكومة لان شرف تمثيلهم للشعب الاردني سقط حكما .

يقر هذا القانون بينما الحكومة توافق على الاعفاء من الغرامات على الضريبة والتي تحتسبها

اسبوعيا وهي ليست ربا فحسب بل هي ربا الربا ان جاز لنا التعبير ولا نريد ان نقحم سماحة المفتي

في الامر .

لم يكن الاعفاء من الغرامات كرما وسخاء حكوميا على المكلفين لكن الذي حصل ان التحصيلات

وصلت الى ادنى مستوياتها لاننا نعيش اعوام الرماد وتعلم الحكومة ان التحصيلات بعد الاعفاء لم تكن

في المستوى المأمول.

اذن نحن نفرض ضرائب على معسرين اما الموسرون المساهمون في وضع القانون فقد تركوا

لانفسهم المزيد من المهارب باعتماد سقف المبلغ وبما لا يزيد عن حد معين كي يتدبر المكلف السمين

امره ويخرج سليما معافى .

لم يبق للمواطن شيء فقد كذبه وخذله الجميع بفتح الدال وكانت النقابات المهنية والتي ستتحمل

العبىء الاكبر من الضريبة بعد الضعفاء اخر الخاذلين فالتحالف على الفقراء والمعسرين اصبح

واضحا لا لبس فيه ونحن ننتظر امر الله ورحمته في مواطنين لا حول لهم ولا قوة الا به.

ان انعدام الرؤيا وعدم وجود نهاية لهذا النفق الحكومي المظلم والاستمرار بهذا النهج الذي يحمي

الفاسدين سيقود البلد الى نهاية محتومة يخشى ان تتجاوز حائط التنبيه الذي لم يستمع اليه

احد وتتحول الى مطلب شعبي .

ان خروج رئيس الوزراء الاسبق على شاشة تلفزيون المملكة فرحا باقرار القانون يؤكد ما كنا نقوله

ان حكومة الملقي والرزاز مجرد امتداد لحكومة دولته واننا امام فريق رأسه في صندوق النقد الدولي

ورجله على صدر المواطن .

قال احد النواب “علينا ان نحترم انفسنا كمجلس ” واننا نخاطب السادة النواب ونقول لهم ان ثقة

الشعب بكم جميعا قد انتهت ولا يستثنى من ذلك الا من تقدم باستقالته وغادر موقعه لصالح سمعة

الاردن بين دول العالم اولا ولمصلحته الشخصية ان كان يؤمن ان وجوده خدمة لوطنه وانه يقاتل على

الثغر الاهم من ثغور الامة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى