بلجيكا الشقيقة

مقال الإثنين 22-1-2018
النص الأصلي
بلجيكا الشقيقة
يتمدّد المثل العربي القائل:رب أخ لك لم تلده أمك..ليصبح رب دولة لك لم تلدها أمّتك..
فبعد أن قررت الإدارة الأمريكية معاقبة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المحتل من خلال منع المساعدات عن منظمة إنسانية مثل الاونروا تعني بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تنتشر بها مخيّماتهم، لم تنتظر بلجيكا مؤتمراً للدول العربية حتى تقرأ بيانه الختامي أو تسمع عن نتائجه أو مستوى التمثيل ،فالنزف لا ينتظر كل هذا الترف والتلكؤ ،لذا خصصت مباشرة 23 مليون دولار لمساعدة أطفال اللاجئين الفلسطينين ليبقوا على مقاعد دراستهم ويأخذوا مطاعيمهم الصحية في وقتها، بلجيكا أول من استجاب إلى استغاثة المفوض العام لوكالة الأونروا بعد ان أطلق حملة عالمية لجمع الأموال ليقوم العالم بواجبه بعد أن جمّدت إدارة ترامب 65 مليون دولاراً من مخصصات هذه المنظمة الأممية الإنسانية..
الغريب أن بلجيكا كانت أولى الدول التي هبّت لمساعدة فلسطين بينما كان الإعلام العربي الرسمي بمجمله يمرر خبر انقطاع المساعدات على شريطه الإخباري دون أن يتحرك فيه الضمير الإنساني أو النخوة العربية او حتى إجراء اتصالات وحملة علاقات عامة مع الدول الغنية وذات الشأن..لتكون بلجيكا الأوروبية الغربية أقرب بكثير من آسيا العربية في الشق الإنساني..
ما ذنب أن يحرم أطفال المخيمات الفلسطينية من حقّهم في التعليم وتلقي أساسيات العلاج ، سيما اذا عرفنا أن 72% من مخصصات الأونروا ذاهبة إلى التعليم والصحة ، و18% خدمات للبنى التحتية للمخيمات والخدمات المشتركة و10% لبرامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية ، يعني لا تقدّم هذه المنظمة الا أساسيات الحياة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ يعيشون بظروف قاسية في دول الشتات..
بقي أن أقول بينما بلجيكا الشقيقة كانت أولى الدول التي تطلق أسماء المدن الفلسطينية على شوارعها وأحيائها ، كانت كثير من الدول العربية تطلق أسماء شوارعها ومدنها على أسماء الملوك والزعماء وزوجاتهم وعندما نفدت التسميات أطلقوا الشوارع على أسماء هزائمهم موهمين الشعوب بالانتصار…

شكراً بلجيكا الشقيقة…على عروبتك ولا عزاء لغربتنا…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كلام صادق ومعبر للاسف الشديد كثير من الدول الاوروبيه تمتلك من الانسانيه والرحمه مما لا يمتلكه الكثير من دولنا الدول ايضا الاسكندنافيه العظيمه والتي نحبها ونحترمها كالنرويج والسويد طالما وقفت الى جانب القضيه الفلسطينيه ومدت يد المساعده للشعب الفلسطيني المنكوب من الاستعمار الصهيوني المقيت انهم اكثر عروبه ورحمه من كثير من دول عربيه وغيرها كل المحبه والاحترام الشديد لهذه الدول العظيمه.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى