بعد السخاء… هل سيطول العمر التكتيكي لوظيفة «داعش»

بعد السخاء … هل سيطول العمر التكتيكي لوظيفة «داعش»

أكثر من خمسة عشر شخصا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتمون في خلفياتهم «المهن سياسية» الى مؤسسة الصناعة العسكرية التي تعتبر واحدة من أهم أعمدة الحكم في واشنطن.
هؤلاء يحتلون المواقع المتقدمة، ويمكن وصفهم بأنهم سيصوغون توجهات الادارة الأمريكية وسياساتها، بالتالي يمكن لك ان ترى حجم تفانيهم في خدمة خلفياتهم المؤسسية.
في هذا السياق، جاء ترامب الى المنطقة، وحقق انجازا كبيرا لمؤسسة الصناعة العسكرية، ففي الرياض أنجز صفقات بقيمة تتجاوز ال 400 مليار مستغلا خوف المنطقة من الارهاب وإيران.
ما يقلقني هنا، ليس فقط سيولتنا في الاعتماد على الولايات المتحدة، بل هناك سؤال كبير عن حجم تراكم الجشع الأمريكي المحتمل الذي سيترتب بعد هذا السخاء المفرط فيه.
سؤال عن مصلحة الولايات الامريكية في ظل إدارتها المنتمية الى مؤسسة الصناعة العسكرية بانهاء الدور التكتيكي لتنظيم «الدولة الاسلامية» في المنطقة.
نحن في الاردن، منوط بنا ان نقلق مما جرى في الرياض، إصرار واشنطن ان تكون معركة الرقة حصرا على اكراد سوريا، وعدم الموافقة على تدخل باقي الاطراف يجعلنا نشكك برغبة ترامب انها «داعش « على الفور.
يقال انه في الغرف المغلقة الاردنية تطرح اسئلة كثيرة عن (داعش بعد الرقة)، تتساءل فيها عمان عن التنامي الناعم لقوة «داعش والنصرة» على حدودنا وفي مخيم الركبان.
طبعا كل ذلك، لا ينهي تحالفنا مع امريكا في محاربة الارهاب، لكنني متوجس من طريقة ترامب التي قد تجمع بين « إطالة عمر داعش، ومحاربته لها».
علينا ان نتكيف مع كل تلك التراكمات المتناقضة، وان نقبل هنا ونمانع هناك، مع الاصرار على تنبهنا الأمني والعسكري المرتفع والذاتي.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى