أزمة «مناجم الفوسفات» تتسبب بخسائر يومية تتجاوز مليون دينار وتوقف 23 مصنعا عن الانتاج

عمان – الدستور – فارس الحباشنة

ما زالت شركة مناجم الفوسفات في جنوب الاردن على غير حالها الإنتاجي الطبيعي منذ أكثر من أسبوعين تقريبا، فهي أشبه بالمتوقفة عن الانتاج وترزح تحت سطوة الحصار وانقطاع كافة خدمات النقل وإيصال المياه والمحروقات والكهرباء جراء إقدام بعض من الاهالي المحيطة بالمناجم على محاصرتها إثر مطالبتهم بتوظيف 450 عاملا من أبنائهم في الشركة.

القدرة التشغيلية والانتاجية للشركة تعطلت، وخسائرها اليومية تجاوزت مليون دينار، والاثار الانسحابية لتعطيل مناجم الفوسفات أدت الى توقف 23 مصنعا لصناعة الاسمنت والاسمدة توجد في مدينة العقبة عن الانتاج كونها تستمد موادها الاولية من مناجم الفوسفات. وباتت مناجم الفوسفات الممتدة من الحسا وصولا الى الشيدية شرق جنوب معان أشبه بالموحشة وآلياتها التي تعمل على مدار الساعة تعطلت ماكينة عملها، وعمال ومهندسو الشركة الذين يتناوبون يوميا على تنظيم عمليات الانتاج باتوا عاطلين عن العمل بانتظار فك قيد الحصار عن المناجم، والسماح بايصال الخدمات لمواقع الانتاج والسماح بمرور قطارات نقل الفوسفات الى ميناء العقبة. وبحسب كبار مسؤولي الإدارة في الشركة، فانها لا تمانع النظر بطلب الاهالي، وتؤكد أن فرص العمل التي تتوفر على مدار العام هي بالمحصلة النهائية لاهالي المنطقة، وأن الشركة لديها مشاريع إنتاجية كبرى خلال الفترة المقبلة توفر أكثر من 750 فرصة عمل. ووفقا لمسؤولي الشركة، فان قطع الخدمات عن مناجم الفوسفات أدى الى توقف الاعمال الانشائية في المصنع الاردني الهندي «قيد الانشاء» الذي تصل تكلفته الى قرابة 600 مليون دينار، ويوفر نحو ألف فرصة عمل لأهل المنطقة. مظاهر الاستقواء على المؤسسات الصناعية والانتاجية الكبرى، ومحاولة تعطيل عملية إنتاجها، وإغلاق مداخلها، تسببت في خلق حالة من الفوضى والخوف والقلق عند مستثمرين وشركات عالمية كبرى تتعاقد مع شركات إنتاجية وصناعية محلية لصناعة الاسمنت والاسمدة، بعد ازدياد وتيرة عمليات الاستقواء على الشركات الصناعية والانتاجية الكبرى. وتشير وقائع الى أن شركة مناجم الفوسفات والاذرع الانتاجية والصناعية التابعة لها شهدت خلال العام الجاري اعتصامات وإغلاقات أوقفت عملية الانتاج وأدت الى خسائر فادحة لدوافع خارجة عن مسؤولية الشركة التي تتحمل سنويا نحو 15 مليون دينار لخدمة المجتمع المحلي في محافظات الجنوب والمملكة.

وتشير تفاعلات الازمة الى أن عدم تدخل الجهات الرسمية المعنية في حل الازمة والتعاطي معها بايجابية تسبب في مضاعفة تداعياتها السلبية على عملية الانتاج، وتداعيات أخرى ترتبط بتأزيم اجتماعي خلق حالة من الفوضى والاضطراب والارباك في مجتمعات محلية يستفيد آلاف المواطنين فيها من عملهم في خدمات مساندة تقدم للشركة وأذرعها الانتاجية.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى