بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا زَيد …!! / هبة إميل العكشة

بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا زَيد …!!

بحُكم صِغَر سَنّي – نسبياً- لم أَكن أعرف عن زيد الرفاعي شيئاً سوى أنه والد رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي. الآن و بعد أن استلم زيد الرفاعي منصبه الجديد كرئيس لجنة تطوير القضاء, و بمساعدة محرك البحث جوجل, علمت أنه ابن رئيس وزراء أسبق و أنه تدرّج مناصب سياسية عدة منذ ما يقارب الخمسين عاماً؛ كان أهمّها تولّيه منصب رئيس وزراء مرتين في عهد المغفور له الحسين بن طلال, و إقالته من منصبه في المرة الثانية عام 1989على إثر ما سميّ ب”هبّة نيسان” نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة التي كانت تعاني منها البلاد وانخفاض سعر صرف الدينار الأردني في نهاية حرب الخليج الأولى، بالإضافة إلى قرار الحكومة برفع الأسعار. لكنّ ذلك لم يُبعِدُه عن العمل السياسي بتاتاً؛ إذ أنه عُيّن عضوًا في مجلس الأعيان لعدة دورات و كان آخر واجب سياسي أدّاه هو تولّيه رئاسة مجلس الأعيان منذ عام 1997 حتى عام 2009 , حيث اعتزل نهاية عام 2009 العمل السياسي في الفترة نفسها التى استلم فيها ابنه سمير رئاسة مجلس الوزراء.
أصبح من البديهي الآن أن أفهم سبب حالة الإستنفار العام التي اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي بعد صدور قرار بتعيين “الثمانيني” زيد الرفاعي رئيسًا للجنة تطوير القضاء, في زمن يشكو فيه المواطن توريث المناصب و غياب الطاقات الشبابية عن الساحة السياسية . و ما يزيد الطينَ بِلّة أن زيد الرفاعي بالأساس شخصية رفضها الشعب قبل ما يقارب الثلاثين عاماً و لا أعتقد أنه من السهل عليه أن يتقبلها مرة أخرى !

يتردد في ذهني بيت شعرٍ للمتنبي قاله يوماً – علّه يسامحني على التصرّف في شعره- :
زيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا زيد … بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

ترى هل ما زال في جعبتك شيء لم تقدمه بعد للأردنيين ؟؟ أم أنك مَللت الجلوس على كراسي منزلك والمراقبة من بعيد فاشتقت للعودة إلى كراسي السياسة ؟؟
و مع ذلك سأقول لك يا دولة الرئيس ما قاله وليم شكسبير مرة : ” لا يهمني من تكون .. أنا معك بما أراهُ منك .. لا بما أخبروني عنك. ” الكرةُ في مَرماك الآن لتكسب ودّ الأردنيين و تبرّد قلوبهم ليتهيأوا لاستقبال “زيد الصغير” رئيساً للوزراء خلال العقدين القادمين بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فاقد الشيء لا يعطيه
    و التاريخ يثبت ذلك
    اطلع عالعنزة ؟؟؟؟؟؟و اطلب منها حليب

  2. يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم . تعينه لاقناع صديق قديم له للكف عن الشكوى على الاردن خارج البلاد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى