نقابة معلم …ازمة تتكلم
ليس وقت حلول ارتجالية غير مدروسة ، ولا وقت لفت نظر اي المسؤول ولا حتى وقت انتصارات وهمية على المعلم ، هذا وقت احتضان التعاطف الشعبي مع النقابة ، وقت التعاطي مع النقابة كمؤسسة وطنية فاعلة ومؤثرة ، متى تعود حكومتنا وتحلل الحدث وترتب الحلول قبل اتخاذ اي قرار ، قبل اي تلويح او توبيخ او انتقاص من مطالب .
لا اعلم كيف تقرأ الحكومة المشهد وكيف تطوي اوراق الاعتصام ولم تلقف ما بين سطور الاضراب من تفاعل للأهالي والطلاب ، تفاعل منقطع النظير ، حتى ان الاضراب تجاوز اسوار المدارس والارقام الوظيفية ، وتربع بكل حارة وزقاق وانطلق من كل بيت .
حل نقابة المعلمين سيكون مخرج قاتل للحكومة وباب تأزيم مظلم ليس خوفا من رد فعل المعلم بشكل جمعي او فردي فحسب ، وانما يعد انقلاب فاضح ومعيب على الحقوق والقانون وسيكون ملاذ الضعفاء طالبي التأزيم وليس تجاوز ازمة الاضراب والمطالب .
بالمطلق نتفق مع المعلم او نختلف معه ، الا اننا نجده محق بما يطلب من حقوق يجدها منقوصة في ظل الارتفاع المهول بالضرائب والرسوم وكلف الحياة وتراجع القيمة الشرائية للدينار.
رغم كل الدراسات التي اجرتها الدولة عن خط الفقر ورغم معرفة وقناعة اصحاب القرار عن حجم الضغط على الاسرة الاردنية بسبب هجير الاسعار وارتفاع الاجور والمحروقات والكهرباء والرسوم واثمان الدواء المبالغ فيها وكلف الاستشفاء الا ان راتب الموظف صامد دون اي زيادة.
لن تعجز اي دولة عن حل اضرب بهذا الحجم وذاك التعاطف الشعبي معه ، على العكس ستجد اكثر من بند بالموازنة لدفع تلك الحقوق وانصاف المعلم بالذات وباقي موظفي ومتقاعدي الوطن بشكل عام .
انين معاناة المواطن الاردني قد سمع بها القاصي والداني ولم يشعر بها اصحاب القرار ، ورغم هجمة الجوع التي تفاقمت بين الموظف والتاجر والمزارع والمتقاعد ، الا ان باب التنفيع والرواتب عالية الدسم تنتشر بين كبار موظفي الدولة .
نحتاج لعقلاء الوطن ونحتاج معهم لكل اقتصادي وطني يطرح رأيه بقوة بان الوضع الاقتصادي يتجه نحو التفاقم اكثر وان الاسرة الاردنية لن تستطيع الاستمرار والمواصلة او البقاء قيد النفس في ظل رواتب قليلة متهالكة وضرائب ورسوم اتت على بقايا دخل .
في ظل هذه المعادلة المجنونة من غلاء فاحش ودخل متأكل كيف تطلب مني ان اردد ترانيم الولاء والانتماء
#حالنا_يضحك
المحامي
معن فرحان العموش
