الهاشمية والعثمانية .. التنسيق مهم

الهاشمية والعثمانية .. التنسيق مهم

عمر عياصرة
بكل موضوعية، كان الملك موفقا بزيارته تركيا ليتحدث من منصة العثمانيين عن القدس وما تتعرض له، فالمرجعية الهاشمية كما العثمانية يمكنهما رفع مستوى التنسيق لغايات حماية القدس وتفويت الفرصة على من يريد بها شطبا والغاء.
كل الشرعيات الدينية في الاقليم محرجة من قرار ترامب المتعلق بالقدس، السبب، انه لا شرعية دينية حقيقية بدون القدس، فالصمت جريمة، والانحياز للبراغماتية السياسية ستكون جريمة اكبر.
من هنا افهم موقف شيخ الازهر احمد الطيب الرافض لقاء نائب الرئيس الاميركي، ودعوته اهل فلسطين اطلاق انتفاضة مباركة تخلط الاوراق.
حتى البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية الذي رفض ايضا لقاء مايك بنس نائب الرئيس الاميركي، فقد انطلق ايضا من منطلقات الشرعية الدينية المسيحية التي تحتم عليه رفض اعتبار القدس يهودية.
قرار ترامب ليس بالسياسي الخالص، بل هو ايدلوجي بامتياز، اعلن من خلاله انتصار الرواية اليهودية المتعلقة بالمدينة المقدسة، ومن لا يصدق ذلك من بعض عواصم العرب، عليه فقط، متابعة ردود فعل الاسرائيليين الذين يشعرون بنشوة عقائدية غير مسبوقة.
اذًا، مرة اخرى الشرعيات محرجة، من النجف، الى قم، ومكة، كلها يجب ان تشعر بالخطر وضرورة العمل بما تقتضيه البنية الذاتية لشرعياتها.
الاردن بدوره الطرف الاكثر انغماسا بهذا الشعور، ناهيك عن كون القضية المقدسية الفلسطينية قضية محلية بامتياز، ما يجعلها بعيدة عن المساومات، فالمبدأ فيها اكثر حضورا، والمساس بمقدساتها يعتبر مساس بشرعية الحكم والبلد.
الدولة مطالبة بمزيد من التنسيق مع الشرعيات، ولا سيما أن محور الاعتدال يعيش فترة تردد وتواطؤ مع ترامب، لذلك هناك فرصة لبناء جبهة صمود لأجل القدس، عنوانها الهاشمي والعثماني والمغربي وقم والازهر والنجف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى