” السلم الخلفي” / سهير جرادات

” السلم الخلفي”
سهير جرادات

مع الأسف هناك قوى خفية تتلاعب بنا وبمصيرنا،وتتلاعب بأمننا واستقرارنا ،وتمعن بالاساءة الينا من خلال استخدام شتى الوسائل والأساليب ، لنشر الاشاعات والأكاذيب،واثارة الفتن والفرقة والكراهية بين فئات الشعب على أسس طائفية وعرقية ودينية، وأكثر من ذلك التحريض على الردة، وبث نزعة التطرف فيما بيننا .

هذه القوى التي تعبث بنا وبمقدراتنا ومستقبلنا،حتى تضمن تنفيذ أهدافها الخفية، استخدمت أساليب قريبة إلى المكر والخداع ،تشبه ما عالجته السينما العربية في فيلم ” السلم الخلفي ” ، الذي كان قد منع من العرض لبشاعة ما يدور فيه من أحداث تجري في الخفاء، نتيجة ممارسات وسلوكيات غير مقبولة مجتمعيا، ومرفوضة اخلاقيا .

يجسد الفيلم حالة القوى التي تستغل” السلم الخلفي” لإحدى العمارات السكنية، فتجد الأشخاص يستخدمون ما هو مرفوض مجتمعيا من ممارسات لا أخلاقية ، بعيدا عن عيون بواب العمارة ، ويعملون على نشر الاشاعات والفتن بين السكان، من خلال نقل ما يدور داخل الشقق من أسرار ، ويمارسون التحايل للتهرب من دفع المستحقات المترتبة عليهم ، أو لتسهيل دخول من يسرق العمارة وينهب ما بداخلها .

مقالات ذات صلة

يُحكم مثل هؤلاء من أصحاب النفوس الدنيئة،قبضتهم على “السلم الخلفي “،حتى يسيطروا على سكان العمارة ، ليمارسوا من خلاله،نشاطاتهم الخبيثة في بث سمومهم القائمة على زرع الحقد والكراهية بين سكان العمارة ،الذين يتناسون واقعهم وحياتهم،غافلين عن الوحدة والمصير المشترك فيما بينهم ، منشغلين بخوض الفتن التي زرعها بينهم هؤلاء المغرضين ممن يستخدون “السلم الخلفي”.

الامر الطبيعي أن يضعف السكان،لانهم استسلموا للفتن وللتعصب الأعمى المذهبي والديني، حتى وصلت العمارة إلى مرحلة لم تعد فيها آمنة للعيش والحياة .
من المتعارف عليه ، أن هناك أشخاصا أخرين مخول لهم استخدام “السلم الخلفي”، ممن أخذوا على عاتقهم مسؤولية حماية العمارة، وأقسموا أن يحافظوا عليها وعلى سكانها وحمايتهم ممن تسول لهم أنفسهم الاساءة لها ولسكانها، من خلال نشر أعوانهم ليقوموا بتزويدهم بأخر المستجدات داخل مجتمع العمارة والوقوف عليها ، والحد من خطرها وخطر العابثين بأمنها.

لكن ما يستهجن في الأمر ،لماذا الصمت على التصرفات التي تصدر عن المتطفلين من مستخدمي السلم الخلفي للعمارة ؟ هل لأن مثل هؤلاء يعملون بايعاز من اخرين لغايات في نفس يعقوب ؟ أم أنهم خرجوا من تحت امرتهم وتركوا “الأبط ” الذي تربوا تحته !..

وقبل أن يفقد سكان العمارة السيطرة الكاملة على ” السلم الخلفي ” ، كان عليهم أن يعووا بأن هناك من يعبث بعمارتهم وأمنها واستقرارها ، الذين استغلوا السلم الذي أحكموا السيطرة عليه، بعد أن تهاون معهم أصحاب العمارة، وسمحوا لهؤلاء من أصحاب النفوس المريضة استخدامه ، وأن يسرحوا ويمرحوا ويعيثوا فسادا في العمارة وبين سكانها، الذين ضعفوا أمامهم وأخذتهم الفتن والأقاويل من بعضهم البعض ، وغاب الحب فيما بينهم ، وبدأوا يفقدون التعايش الذي كانوا يتمتعون به.

في جميع الأحوال على سكان العمارة، أن ينتبهوا وقبل فوات الأوان، إلى عمارتهم، وأن يدافعوا عن استقرارها وأمنها من أيدي العابثين، الذين يستخدمون “السلم الخلفي” استخداما خاطئا ، وأن يعودوا لحماية عمارتهم، لأنها مسؤوليتهم الى جانب من أقسموا على حمايتها .
يقع على عاتق السكان مسؤولية حماية جميع مداخل العمارة من الباب الرئيسي وحتى “السلم الخلفي ” .
Jaradat63@yahoo.co

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى