المجالي مدافعاً عن قورشة: يريدونها فتنة

سواليف: غيث التل

كتب الدكتور محمد خازر المجالي محذراً من اشخاص لم يسمهم يهدفون لإشعال الفتنة في الأردن وذلك على اثر رفع دعوى قضائية بحق الدكتور امجد قورشة واتهامه بإثارة النعرات الطائفية

وتأتي الدعوى بعد مرور 75 يوماً على انتشار الفيديو مثار الجدل والذي بات طي النسيان بالنسبة لجل الأردنيين إلا ان رفع هذه الدعوى بحق دكتور الشريعة الإسلامية في الجامعة الأردنية اعاد الحدث للواجهة

وناشد الدكتور المجالي فيما كتبه كرام هذا الوطن بالحكمة لان الوطن لا يحتمل اي فتنة في هذا الظرف

وتالياً ما كتبه الدكتور المجالي ووصل لموقع سواليف ونورده من باب حق ابداء الرأي لجميع الأردنيين:

يريدونها فتنة

المتابع لما دار ويدور حول ما سمي (قضية الدكتور أمجد قورشة) الأخيرة، يلحظ إصرارا من أطراف لا تريد الخير للوطن، فكل ما جرى من تحرٍ للحقائق وفق نظم الجامعة الأردنية وتعليماتها، وما تحدث به العقلاء بما فيهم المسيحيون من أن ما جرى ما هو إلا وفق الحرية الأكاديمية من جهة، وما هو مختَلف في تأويله من جهة أخرى، إضافة إلى الوقائع الهائلة التي تثبت حياد الزميل، حين يستضيف رجال دين مسيحيين ليشرحوا ويناقشوا قضايا متعلقة بالأديان، وحين يذهب الطلبة أنفسهم إلى الكنائس ويلتقوا برجالها، فماذا بعد ذلك من أدلة دامغة على الحياد العلمي، بل روح الحرية الأكاديمية التي تحترمها الجامعات المرموقة ضمن أعرافها وتقاليدها العريقة!؟

هناك فئة لا تريد الخير للوطن، ولا استقراره، هي التي تريده فوضى فكرية وأخلاقية وطائفية، فئة تقتات على الوساوس والنعرات، ولنا أن نحكّم عقولنا في كل ما جرى خلال شهر على الأقل، في ميادين مختلفة، الرياضة والعشائرية والطائفية، همّهم أن يشعلوا النار ليحترق الجميع.

سمعنا قريبا عن بيانات مزوّرة منسوبة لشيوخ عشائر ومنتديات شباب عشائر تحرض على فتنة عشائرية بينها، وسمعنا عن رموز عشائرية نُسِبت إليها بيانات ضد نظام الحكم، وسمعنا بعض من كتب من إخوتنا المسيحيين كلاما عاما يمكن فهمه على أكثر من وجه، ويأبى بعضهم إلا أن يسخّره على أنه طائفي، وهكذا لو أردنا أن ندقق في كلام كل واحد منا ونأخذه بسوء نية، فلن يفلت أي منا من الاتهام بأن وراء كلامه أو أفعاله شيئا ما.

الوطن لا يحتمل، فواقعنا السياسي والاقتصادي أثّر كثيرا على واقعنا الاجتماعي، هو وطننا نحافظ عليه بأقصى ما نستطيع، والمطلوب منا جميعا حسن الظن ببعضنا، وأن نفوّت الفرصة على الذين يتمنّون أن ينهار البلد اجتماعيا أو اقتصاديا أو طائفيا أو عشائريا، بل يخطط آخرون لتغيير نظامه وصهينته وتنازله عن مبادئه الإنسانية ومرجعيته الدينية السمحة، فما من وسيلة إلا ولعبوا على وتر الفرقة والعداوة بشأنها، يسوؤهم اجتماع الناس واحترامهم لبعض، ويسرهم وجود فتنة واقتتال وفوضى لا يعلم مصيرها أحد.

الحكمة الحكمة يا كرام هذا الوطن من شتى أطيافه وأديانه وعشائره وأصوله وأحزابه، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقضها، وخائن من يمكر لوطنه ويحب الفوضى أن تسوده، فلنتق الله فيه، وليحترم كل منا أطياف المجتمع كله فكلنا مواطنون، ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى