الغالبية الصامته…والقلة الصاخبة.. / علي الدلايكة

الغالبية الصامته …والقلة الصاخبة..
ظاهرة قديمة جديدة يعاني منها الوطن والمجتمع ..في الوقت الذي يتطلب من الغالبية المدركة المطلعة المثقفة ان تخرج عن صمتها وتقول كلمتها في كل مفصل او منعطف او تحدي يمر به الوطن او المجتمع نراهم ينظرون إلى المشهد وكان الأمر لا يعنيهم … والمفارقة انك عندما تتحدث معهم فيما يدور ينطلقون بالتحليل والتنظير ولديهم من الأفكار والرؤى ما حسن وما هو جميل وبالسؤال لماذا لا تتحركون ويعلوا صوتكم بما تكتمون يكون الجواب المعتاد ما حدا بده الصح ..يا رجل مش ناقصني وجع راس ..ما حدا راد..وهكذا وهو يعلم أن سلبيات هكذا موقف سوف يكتون بناره اولا …ويترك المجال ويفسح للقلة الصاخبة التي لا يهمها الا المصالح الشخصيه الضيقة والمنافع الآنية وهذه الفئة تضع نفسها بامر من يملكون المال أو النفوذ والذي يوظف لتحقيق مآرب شخصية لأصحابه ويكونون أداة لتنفيذ اجندات او تصفية حسابات بعيدا عن المصلحة العامة وما ان تنقظي المهمة يوضعون في ملف النسيان وهكذا دواليك …
مطلوب ممن يدعي حب الوطن والحفاظ عليه نهارا ان يبقى كذلك ليلا وان يكون الانتماء متأصل ومتجذر غير مربوط بالمنافع والمكاسب الشخصية …التقلب في المواقف أصبح ظاهرة مكشوفة وأصبح ممتهنيها يعلمون ويدركون ما هي نظرة المجتمع لهم وان كانت غير ظاهرة للعيان احيانا …
مطلوب قول كلمة الحق والوقوف إلى جانب الحق والى جانب الوطن واظهار حقيقة الموقف واضحا جليا وعدم افساح المجال الى اصحاب المواقف المتلونة والتي تعمل حسب الأهواء ان ترفع صوتها لتوهم الاخرين انها على حق …
يمر الوطن بتحديات كبيرة وعظيمة وهناك من يحيك للوطن ويتآمر عليه ويحاول النيل منه ..ولكن بوقفة الرجال اصحاب المواقف الصلبة الذين لا تلين لهم قناة ولا تغريهم المغريات والذين جبلت دمائهم على المواطنه الحقة لا يساومون على الحق والحقيقة واضحون كالشمس يحلقون باخلاقهم ومباديئهم يبقى الوطن منيعا ونقف أمام التحديات ونتجاوزها ونحافظ على وطننا ومجتمعنا ونكون المثل الذي يحتذى بشتى المجالات..
لا مجال للصمت ولا بد من أخذ الموقف الجريء والذي يضع حد للمشاغبين الذين يأخذون من الصخب والمناكفات وسيلة لإثبات وجودهم وهم يعملون دائما على مبدأ خالف تعرف…
نريد من هذه الفئة ان تتقدم خطوة الى الامام في مواقف الاصلاح والعمل المنتج الجاد الذي يعود بالنفع على ابناء الوطن والوطن وان يكون لها بصمات طيبة في مسيرة البناء في مجتمعاتهم يذكرهم ونذكرهم بها فيما بعد ..