[review]أبجدية وطن
هذا زمان البوح فوق الجرح و الألم
و هذا وطن إن باعه التجار بالكم اشتراه الأحرار بالدم.
من أين يبدأ نقل الخطوة…؟
فكل النقاط على مدارك هي نقاط بدء و نهاية.
يا وطني
مالي أرى اكفهار الأفق على جبينك، و الوجوم يملأ جنبات وجودك و السكون تغلف في ذاتك؟… فوقفت…لا يتعدى الغضب يمينك و لا يحرك القهر يديك و لا تلامس الأصوات المستغيثة مسمعيك!
يا وطني
أيها الرحب الممتد ماءً و سماءً و تراباً
اينما كنت في كل الاتجاهات فإنني أسمع آهاتك من كل أجزائك، يعتب الماء…و يئن التراب، و تنشق السماء….
وتنطلق الحسرات تحمل الاسى..آه أيتها النفوس فوق صدري و في عباب مائي و جوف فضائي..لمن تتركوني و جذوركم ضاربة في أعماقي و حياتكم لم تزل في ذاتي تتململ من هول سكونكم و اتكالكم.
يا وطني
أيها الطهر الذي وسع الكون كله، ما الذي يبكيك؟…ضياع النفوس أم ضياع الأماني؟…و ما ذاك الحزن في عينيك؟ ألغياب المسلك القويم أم لغياب المنطق في العقول؟ و رنة الأسى في صدرك؟ ألهدر مكارم الاخلاق ام لهدر النفوس في اجسادها؟
يا وطني
أيها الخير يعم على الدنيا بأسرها… لم القلق و الحيرة و التحسب؟
أمن أجل لهث النفوس و راء الدنيا مطامع و مكاسب؟ أم لأسر الدنيا للنفوس فملك عليها حب المال و الجاه، فأورثهما من وراءهما النفاق و الرياء و الضعف حتى الرجاء.
يا وطني
يا عشق الفرسان الأبطال. يا جذوة دائمة الاشتعال
يا ذكريات المجد و شمسا لن تغيب…لم ترتجف يداك؟ ألأن الأيدي وهنت و الزند عجين…ما عاد الزند القادر؟و السيف حديد ما عاد السيف الباتر؟….والنفوس في غاياتها أهم من رؤاك.
فكيف نلقاك وقد ضاع العشق و انطفأت الجذوة؟ووأدت الذكريات و غابت الشمس عن اطرافك هنا و هناك
يا وطني
يبدأ نقل الخطوة و تتلاءم النقاط على محيطك و تلاقى أطرافك
آه أيها المشبع بالغضب
أيها المبتل بالدم و الدموع
أيها المخزون بالصبر و الانتظار
فعلى اليرموك لم يزل ظل ابن الوليد
و فوق ثرى مؤتة ما زال رسم زيد
و في سمائها أجنحة جعفر و هنا و هناك ما تزال الأرض تزدان بالأرجوان.
يا وطني
سيعلو طهرك و سمو خلقك على العالمين
سيمتد خيرك و يطفح عطاؤك على الكون
سيعود فرسانك و اشتعالك و شمسك التي لن تغيب
ستحمل النفوس الايمان و ستصيّر الاوطان وطنا يهتف للنصر
ستتسع الخطوات و تكبر و نكبر فيك و تكبر فينا
و أطل عليك من بعد رحلة الضياع
فألقاك عدت كما كنت
و أجد حرجا في كلماتي الخجلى
فأنت الروح و الريحان
و انت الاغلى و الاعلى و الاحلى
و نبض قلبي يملؤ المكان مدويّا
فالأبجدية لا تحيط بك يا وطني…
جمال يوسف الخلفات
jkhalafa@gmail.com
