الصندوق الأسود / أحمد المثاني

#الصندوق الأسود

لو تساءلنا كيف تتشكل حالة الوعي لدينا .. التي هي مفهومنا عن ذواتنا ..
إنها بلا شك ، حاصل خبراتنا على امتداد مراحلنا العمريّة .. و حاصل تفاعل تلك الخبرات بمحيطنا ، الاجتماعي و المادي ..
إضافة ، لما نحمله من خصائص وراثية .

على أية حال ، نحن نعيش حالة الوعي ،
و كذلك حالة اللاوعي ، مما أسموه العقل
الباطن ، أو اللاشعور .. بمعنى أن دوافعنا
منها الشعوري و اللاشعوري ..

من هنا ، لدى كل واحد منا ، أرشيف او مخزون من الخبرات ، المتراكمة المتفاعلة .
لدى كل منا ، زاوية أو #صندوق #أسود
نودع فيه خبراتنا التي ندفع بها نحو
النسيان .. قد تكون خبرات مؤلمة أو
ذكريات نحاول طيّها ..
أخطاؤنا و عثراتنا و خيبات أملنا .. منّا و من غيرنا نحاول أن ندفع بها إلى الزاوية
الخاملة من ذاكرتنا .. فكأنما وعينا يصبح
بملفات تحت اليد… و هذا ما نشعر به
و ملفات .. تم طيها ، و ايداعها مستودع
الذاكرة .. إنه #الصندوق #الاسود
الذي يحوي أسرارنا .. و قد تكون مفتاح
شخصياتنا ..
يتصور البعض ، أن ما نسيناه أو
حاولنا دفعه نحو النسيان قد ذهب و انتهى
و لكن بالحقيقة ما في الصندوق الأسود
يعمل مثل البراكين الخامدة .. لا يلبث أن
يثور .. و هو يشكل وعينا بشكل غير مباشر
كم من جروح غائرة .. و مرارات صعبة
ظننا أنها انتهت و شفيت .. لكنها ما تلبث
أن تثور .. توقظها كلمة عابرة .. أو صورة
أو حتى حلم يقظة أو حلم منام ..

مقالات ذات صلة

.. كثيرون منا ، يعيشون حالة إنكار
لواقعهم ، و يعيشون حالة ارتداد و نكوص
لمراحل تمّ طيها و ترحيلها .. إنهم الحالمون
بأحلام اليقظة .. و الغارقون بالماضي ..
في الطائرة ، الصندوق الأسود ، يحوي
أسرارها .. و فكّ شيفرته عملية هامة في
معرفة سبب سقوطها و تحطمها ..
و نحن كذلك ، نحتاج أن نفك شيفرة
بعضهم .. لنفهم تصرفاتهم ، و حقيقة
شخصياتهم… !! قبل أن يقعوا .. أو نوقعهم نحن بالسقوط ..
و كل منّا ، يأخذ باله من #صندوقه #الأسود

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى