الشتيمة بدولار ..

مقال الخميس 26-11-2015
النص الأصلي
إعادة التدوير لا تعني فقط أن يتم جمع الحديد والبلاستيك المستعمل واعادة بيعه ليتم صهره وانتاجه من جديد، وانما اعادة استخدام الشيء في مكان آخر مع بعض التحسين..مثلاً لدي هواية بجمع “التنك” بمختلف الأحجام والألوان واستخدامها كقوارات للورد ونبات الزينة ووضعها على مداخل الدرج ، وكانت لدي هواية قديمة زمن الطفولة وهي البحث عن الأحذية الرياضية المستعملة لـ”قص”لسان الحذاء المستعمل واستخدامه في صنع “شنكل مطاط ” لصيد العصافير…والبحث عن أي طشت مكسور لاستخدامه في التزلق من فوق التلة القريبة من بيتنا على طريقة الاخ الفاضل “طمطم”..وغيرها الكثير..
**
“سوزان كارلاند” باحثة استرالية مسلمة زوجة لمذيع برامج حوارية في التلفزيون الأسترالي يدعى “وليد علي” هي الأخرى قررت استخدام اعادة التدوير ، لكن هذه المرة اعادة تدوير الكراهية الى خير ومحبة …”سوزان” قررت اعادة تدوير الاساءة التي تتلقاها على صفحتها على تويتر وفيس بوك من خلال تبرعها بدولار استرالي واحد عن كل شتيمة تصلها لصالح الجميعات الخيرية ، جاءتها هذه الفكرة بعد ان اكتشفت انها تتلقى رسائل وتغريدات من حسابات مجهولة تهاجمها على طريقة لباسها واعتناقها الاسلام متهمين اياها بأنها تحب القمع والقتل والحرب والتمييز..فبدلاً ان تدخل في نقاش لا ينتهي وبدلاَ من ان ترد الاتهام باتهام والشتيمة بشتيمة حيث لن يستفيد أحد..صارت تعد الشتائم التي تصلها على “الانبوكس” وتحولها الى دولارات لصالح أشخاص محتاجين..

كم جميل وراقي هذا التصرّف ،لكنني لا استطيع تقليده فلو عرف البعض نيتي في التبرّع لأسرفوا في الشتيمة ، لا حبّاً في عمل الخير الذاهب للجمعية وانما لمضاعفة خسارتي المالية بالاضافة للشتيمة ..وانتم أعرف مني بالقلوب الرحيمة في بلدي…
لكن لدي فكرة قريبة من فكرة السيدة سوزان..هو بدل ان نغرق “اسرائيل” بالشتائم على “تويتر” و”فيسبوك” و”التلغرام”..بينما الشعب الفلسطيني مرابط ويقاوم هناك…نستطيع ان نقدّم تخفيضات موسمية ، ففي زمن الانتفاضات عزيزي المعلق تستطيع ان تتبرع بعد كل عشر “تغريدات” تأييد للمقاومة بدولار مقابلها ، وفي حالة الهدوء النسبي في الأرض المحتلة كل “بوست” تأييد بدولار.. فكلام التأييد او الإدانة لن يغير ما يجري على الأرض…

حاول أن تقتصد في الكلام وان تسرف في الفعل…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المجاهدون المرابطون القابضون على جمر فلسطين بأيديهم باتوا يعرفوننا جيدا .. باتوا يعرفون ان أقصى ما نقدمه لفلسطين والأقصى حناجر … واعتصامات مقننة ومسيرات مرخصة ولايكات وكومنتات لا تسمن انتفاضة ولا تغني من جوع نضال
    لذلك هم لا ينتظرون منا شيئا ولا ينتبهون الى تعليقاتنا ونضالاتنا الفيسبوكية … وبالتالي فكل ما ذكر أعلاه غير قابل للتدوير عندهم … وانما يمكن تدويره عند حاجتنا نحن اليه اثر كل انتفاضة او عملية او شهادة … … الشهداء لا يبحثون عن ” الخماخم ” والتدوير … هم يبحثون عما هو أجل وأعلى وأغلى وأقنى … فهنيئا لهم

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى