السكن في الأدوار السفلى / يوسف غيشان

السكن في الأدوار السفلى
جاران يقطنان شقتين تعلو أحداهما الأخرى. القاطن في الشقة العلوية كان يعود من العمل مرهقا في الليل فيشلح بسطاره بسرعة، ويطيح ويطيح فيه بالهواء، فيسقط على الأرض محدثا دويا يزعج القاطن في الشقة السفلى ويحرمه من النوم.
بعد فترة من التردد والخجل والارتباك قرر قاطن الشقة السفلية ان يحادث جاره ويطلب منه ان لا يرقع بسطاره على الأرض بهذا الضجيج. وهذا ما حصل فعلا ، وقد اعتذر منه الرجل قاطن الشقة العلوية ووعد ان لا يكرر القصة.
مسا اليوم التالي عاد صاحب الشقة العلوية مرهقا من عمله جلس على التخت وشلح الفردة الأولى من البسطار وأطاح بها في الهواء محدثة دويا…لكنه تذكر فورا ما وعد به جاره صاحب الشقة السفلية، فشلح الفردة الثانية من البسطار بكل أناة وتؤدة دون ان يحدث أدنى صوت … ونام.
الرجل الساكن في الشقة السفلية سمع الدوي الأول للفردة الأولىر وانتظر صوت الفردة الثانية حتى يرتاح وينام ان استطاع. لكن الدوي لم يحصل … ظل في الانتظار طويلا فلم يحصل شيء ..لم يستطع النوم. فصعد إلى جاره في الشقة العلوية .. كبس على الجرس .. حتى نهض الجار العلوي من النوم… فتح الباب، واعتذر من جاره لأنه لم يتذكر وعده له إلا بعد ان رمى الفردة الأولى من البسطار،فقال له الجار الساكن في الدور السفلي:
– مشان الله يا جار ترمي الفردة الثانية من البسطار .. خليني اعرف أنـــــــــاأأأأأأأأأأأأأأم!!!
ونحن نقول بالمشربح:
– مشان الله ارموا بسطار الحقيقة أو الحقائق في وجوهنا.. لعلنا نهجع وننغمد!!
ارموا بسطار الخيانة!
بسطار الديمقراطية !
بسطار الديكتاتورية!
بسطار الجوع!
الفقر!
الإيدز!
المرتديلا!
أي بسطار
أي شبشب!
أي زربول!
أي حذوة حمار!
ارموا كل شي فوق رؤوسنا لعلنا ننام ،حتى مطلع الفجر!!!!
من كتابي(مؤخرة ابن خلدون)الصادر عام2006

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى