نظرية المؤامرة بين التعقل والتهور

نظرية المؤامرة بين التعقل والتهور
د. عبدالله البركات

ما يجري في العالم من احداث سياسية وتغيرات اجتماعية ونوازل صحية ما هي الا اجزاء من مؤامرة كبرى. البعض ينكر نظرية المؤمرة رغم انهم يقبل ان وعد بلفور كان مؤامرة وكذلك سايكس بيكو والعدوان الثلاثي وغزو العراق واحداث ٩/١١ حيث كانت الاسباب الظاهرة تغطية وتبريرا بل كذب فج .وهل هناك شك ان الحرب على الارهاب كانت مؤامرة على الاسلام. كما ان الانقلابات في الدول العربية والعالم الثالث لم تكن عفوية. كما ان ثبات حكام دكتاتوريين في كراسيهم عشرات السنين لا يمكن ان يكون بقوتهم الشخصية. واخيرا سقوط الطائرات التي تقل الزعماء وقادة الثورات هي في الاغلب مؤمرات.
اما من يعتقد ان الاحداث الطبيعية كالمنخفطات والاعاصير والزلازل هي مؤامرات فهو ساذج فعلاًً . كما ان ما ثبت نفيه علمياً كالارض المجوفة والمسطحة، او اثباته علمياً كالنزول على القمر يجب ان يُقبل كحقائق.
ولا ينبغي ان ننزلق لتفسير حدث كبير جدا كوباء كورونا بأنه جاء لتحقيق هدف صغير كالتخلص من كبار السن او لافشال ترامب. مع انه يمكن ان يكونا من بعض الاهداف، بل من أصغرها. ان اجهاض الثورات العربية هدف اهم من اسقاط ترامب ويستحق اسقاطها مثل ذلك الوباء. كما ان تقليل عدد سكان العالم هدف معلن لكثير من السياسات العالمية.
ان نظرية المؤمرة تتراوح بين الاعتقاد باشخاص معروفين ينفذون اجندات خاصة وبين جماعات مختفية تُمارس تنفيذ أجنداتها وهناك من يعتقد وجود مخلوقات شريرة تتحكم بالعالم. وطبعاً من الواضح ان الاعتقاد الاخير ليس مما يستحق الاهتمام به.
لا تعفي النظرية المؤمنين بها بالضرورة من العمل والايجابية والتفكير المنطقي.
بقي ان نقول ان من نظرية المؤامرة اتهام من يؤمن بها بالامراض النفسية والعجز عن التحليل المنطقي وذلك ردعاً لانتشار الاعتقاد بهذه النظرية.
اخيراً لقد تم تجميد الشاشة اثناء كتابة هذا المقال اكثر من عشر مرات ومع ذلك لا اعتبر ذلك جزء من نظرية المؤامرة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى