سواليف
تحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة وزير المالية الأسبق، وأول قائد للجيش الشعبي في الأردن المرحوم فهد محمد موسى جرادات، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى في التاسع عشر من شهر أيار في العام 2015.
والمرحوم اللواء جرادات الذي تقلد عدة مناصب عسكرية ،أحد الرموز الوطنية في فترة مفصلية في تاريخ الأردن ، بعد مرحلة الاستقلال حيث كان البناء وإرساء قواعد الدولة والانجاز في مختلف المجالات ،فكان ضمن تشكيلة الحكومة العسكرية 1970،وتولى بعدها قيادة الجيش الشعبي لتدريب أبناء الوطن على القتال للقيام بدورهم الوطني، وحماية بلدهم من المخاطر التي واجهتهم في ذلك الوقت ، فوقف ثابتاً بهمة قيادته وعزيمة رجاله الأوفياء، وقدم الغالي والنفيس فداء ودفاعا عن حمى الوطن ،فكانت رسالته العميقة لهذا الوطن أن يبقى شامخا وقويا ومتماسكا بعزيمة وتلاحم أبنائه ،حيث غدا الأردن نموذجا في الاستقرار والأمن والتطور.
المرحوم جرادات أحد المحاربين القدماء وركنا من أركان الوطن بمواقفه المشرفة وقدوته للأجيال ،ولد في قرية بشرى في محافظة إربد عام 1930، والتحق بالقوات المسلحة الاردنية عام 1948 ، وحمل الرقم العسكري 562، وتولى منصب وزير المالية عام 1970 ،ثم قائدا للجيش الشعبي، وكان مديرا للعمليات الحربية، ومديرا للتعبئة العامة، ومدير مرتب وسكرتير عسكري، وعضو عسكري باللجنة الدائمة في جامعة الدول العربية ، وملحقا عسكريا في ايران،إلى أن أحيل على التقاعد برتبة لواء ركن دروع عام 1974 .
وحصل المرحوم جرادات على عدة أوسمة رفيعة منها وسام الاستقلال من الدرجة الاولى والثانية والثالثة ،ووسام الكوكب من الدرجة الثالثة، ووسام العمليات الحربية بفلسطين، وشارة الخدمة المخلصة،كما شارك في العديد من الدورات الحربية والعسكرية في المعاهد العسكرية البريطانية والامريكية والباكستانية.
رحل الوزير الاسبق جرادات عن هذه الدنيا، بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل وحب الوطن ومسيرة طويلة في مختلف المحافل سواء العسكرية أو الدبلوماسية والمدنية، وسجل خلال مسيرته العسكرية مواقف بطولية دفاعا عن ترى الوطن والمقدسات ، ورهن حياته فداء له ، وبقيت روحه شامخة بشعار الجيش العربي ، ليترك الشعار لمن بعده من زملائه العسكريين، وتم مواراة جثمانه الطاهر الثرى في مسقط رأسه في بلدة بشرى، في جنازة عسكرية مهيبة .
