الديك أبو قاسم ! / يوسف غيشان

الديك أبو قاسم !
شايف يا أبو قاسم … والله إنّك زلمه أكثر منهم كلهم … إلهم من يوم ما مات المرحوم ما حدا قرّب من عتبة داري ، ولا حدا إتفقدني .. لا أخو ولا أبو ولا خال ولا عم .. ولا حتى ابن يا أبو قاسم … ولما سمعوا إنّي بحكي معك دشعوا كلّهم حاملين بواريدهم وخناجرهم مشان يقطّعوني … قال إيش يا ابو قاسم .. قال خايفين على شرفهم … بفكّروني عايبه زيّهم .. الله يلعن …..!!
لأ…لأ يا أبو قاسم … ما بدّي ألعنهم …لأنهم بظلّوا أولادي وخواني وقرايبي ، حتى لو كسروا قلبي مابهونلي فيهم ….
الله يسامحهم … الله يسامحهم يا أبو قاسم .
تركوني لحالي يا أبو قاسم … ما غلّبوا حالهم يسألوا كيف بُوكل ولا كيف بشرب وكيف مدبّره أموري ، وبجوز ما رح يعرفوا إنّي متت إلا إذا طلعت الريحة وضايقتهم .
لكن الله يسامحهم … الله يسامحهم ، وأنا إلي الله ، وإنته كمان يا أبو قاسم .
بس أنا مش عارفه ليش مراجلهم ع بعض … أي لمّا تصير هوشة في الحارة يا أبو قاسم .. ما تشوف عينك إلا النور .. يالله يالله بتحجزوا عن بعض وما بتركوا بعض إلا بعد يا يفشّخوا بعضهم بالدموس والدبش .. أمّا لمّا الغريب يدهمهم .. بتلقاهم مثل الأرانب بتنطنطوا قدّامه .. مش بس هيك في ناس منهم بفزع مع الغريب ع أخوه وابن عمه .. يا قشلي !!
ويا ريت الأمور بتظلّ ع هيك يا أبو قاسم .. مشاكل حارات وبتنحل بفنجان قهوة ، لكنهم هيك بتصرفوا وبعملوا في دولهم ومع بعضهم حتى صرنا مضحكة للعالم .
هيك عملوا مع فلسطين !
وهيك بعملوا مع العراق !
ومع سوريا!
ومع لبنان!
أنا مِنّي وعَليّ … الله يسامحهم علي عملوه معي !
بس يا أبو قاسم الله لا يسامحهم عللي بعملوه مع بعضهم …
الله لا يسامحهم !!
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008