سؤال الفلسفة الممنوع في الاردن؟ / ا.د حسين محادين

سؤال الفلسفة الممنوع في الاردن؟

معالي وزير الداخلية الاكرم، وانت في وزارة يحسب رئيسها بشكل ما على مضامين الدولة المدنية…تحية طيبة وبعد.
1-لا ادري انا كمهتم في الشان الفكري والسياسي للدولة الاردنية والعالم، الى ماذا استندت وماذا كسب الوطن في منعك إنعقاد مؤتمر “انسداد المجتمعات الاسلامية والسرديات الاسلامية الجديدة” لمنظمة مؤمنون بلا حدود العالمية، وهي الاكثر جرأة، وشهرة،وإغناء، للمشهد الفكري والحياتي العربي المعاصر، خصوصا بعد أن أخذ العقل العربي يعاني من امراض الواحديات والقادة “الملهمون”. فمنظمة مؤمنون بلا حدود كما نعلم معاليك، منظمة فكرية تعددية عابرة للجغرافيا والمسلمات الهشة والافكار القاصرة، التي أخذت تتسيد مسرح حياتنا عربا ومسلمين، وهي المنحازة للعلم وحرية العقل البشري عموما، انها المنظمة الأم للفكرة والفكرة الموازية ، وذات القدرات اللافتة بعمق وسعة انتشارها مفكرين ،اصدارات، ومؤتمرات ،و هي الواخزة ايضا في قدرتها على توليد اسئلة المعرفة ،وحتمية التفكر ،وإعمال العقل ،بعيدا عن الاقوال والقوالب الصماء المكرورة، ببغائيتها وانتشارها للاسف، وانتشارها النسبي ليس بسب صحتها، وإنما لقصر الفعل التنويري المؤسسي الداحض لها، بالتي هي احسن ، وللكثير من الهرطقات المتسلقة على الاديان التي نحترمها .
2- لعل الاردن ،
-مذكرا هنا معالي الوزير- من بين الدول السباقة التي سعت، فكرا وحوارات ووثائق علمية،لانصاف مضامين العيش المشترك ،وقيم الحوار، ونحن الذين اكتوينا بجرائم الارهابين وتفجيراتهم وقتلهم للعدؤد من شهدائنا ، لابل ان القيادة الهاشمية ضربت العديد من الامثلة المشعة في موضوعات التسامح والانحياز والدفاع عن حرية العقل في التفكير،وحريات المفكرين والمبدعين في التعبير، رغم جل الماضوين المشتكين من وعي مقابليهم، والمناوئين لحرية هؤلاء في التعبير والمساهمة في التنوير للعامة وتعميما للتعددية المطلوبة.
3- اردنيا، ان مؤتمرات الحوار الحضاري كنقيض للصراع الحضاري، واسابيع الوئام،ورسالة عمان التي ترجمت للكثير من اللغات، والاوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله وخطاباته النوعية في المحافل الدولية والعربية بالضد من الارهاب، وخوارج العصر ..الخ كل هذا الارث الباسق تستلزم منا -باجتهادي- عدم منع هذا المؤتمر الذي كان يمكن ان يراكم على سمعة واعتدال وحرية التعبير النسبية في الاردن الكثير الكثير .
4 -ان سؤال الفلسفة والمحاحجه العقلية المؤمنة والواثقة برسالتها السمحاء سيبقى مغالبا، لكل ما هو متيبس فكريا وسلوكيا،و لن يضره المنع هنا او هناك وهذا متوقع ابتداء ، لكن قرار منع المفكرين والعلماء من إطلاق خيط الحقائق الابيض التي تحترم التعددية وتدافع عنها وترتقي بها مجتمعاتنا، لا يخدم ايضا تعددية اردننا الحبيب الشاب والمتميز والمتعلم، بكل مكوناته التاريخية، والفكرية وادواره السياسية عربيا وعالميا، وهي التي تؤكد على ان الانسان الواعي اولا، فالعالم ارحب من حدود كتاب منع هذا المؤتمر لان قرار المنع باعتقادي، خدم ويخدم ضمنا الاطروحات المتطرفة والراكده لغياب ما ينقدها ويوسع مداركها ويدحض دمويتها.
اخيرا يا معالي الوزير ؛اقول ان الفكر لايقابله الا فكرا اكثر رحابة، واعمق حجة، واقدر انحيازا لقيم الحياة الفرحة والخلاقة بقيادة انسانها الواثق والقائد لها، لانه المستخلف لإعمارها، وليس لقتل تجلياتها وعناوين مباهجها بحجح واهيه لاتؤمن بالاخر ولا حتى بدستورية الدولة غالبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى