رسالة الى وزير الداخلية / محمود احمد الشمايله

رسالة الى وزير الداخلية

السلام على القابضين على الجمر في زمن التغول على القانون .

اما بعد
اشير الى قضية الأم التي ترقد على سرير الموت في لحظات النزاع الاخير في مستشفى الامير هاشم في العقبة والتي تطمح في وداع ولدها المحبوس بحكم قضائي لمدة ثلاث سنوات لم يبق منها الا شهر واحد وتنتهي المحكومية .

هذه القضية التي تبناها سعادة النائب حازم المجالي الذي وعد الام ان يسعى لتحقيق حلمها حيث قام مشكورا بالاتصال بالجهات المعنية لتوفير طريقة لنقل هذا الشاب من السجن وايصاله الى مستشفى هاشم ومقابلة امه ل لحظات لعل روحها ترقد بسلام ثم العودة به الى السجن .

مقالات ذات صلة

يبدو ان الامر ساذجا جدا والطلب مرفوض ولعل قائلا يقول ان هذا الشاب ارتكب جريمة وعليه ان يحاسب عليها باقصى عقوبة ولكن علينا ان ننظر هنا الى حقوق الامهات وليس الى حق المسجون فالطلب هنا للام التي تحلم بلحظة وداع اخيرة .

السيد الوزير الاكرم :
اعلم ان الامر اختلط علينا بخصوص تدخلات النواب فمنهم من شمّر عن ذراعية وسن لسانه للتوسط في قضية الدواجن الفاسدة وما زالت الصحف تكتب عن ذلك ولكن انت الان امام النائب حازم المجالي الذي عرف عنه انه منحاز للوطن واهله وخاصة المستضعفين من ابناءه ،
حازم المجالي هو النائب الذي يمتلك الاستعداد والرغبة والقدرة للسفر من العقبة الى عمان وهو صائم من اجل امرأة فقيرة تصارع الموت على سرير الالم ولعله لا يطمح باكثر من دعوة صالحة من قلب ام تحلم وهي تحتضر.
معالي الوزير الاكرم ،،،
ارجو ان تجد في روح القانون ما يسمح لهذا الشاب ان يزور امه لساعات قليلة ،، فالقانون الذي سمح لجميع المرتزقة ان يسرقوا مقدرات الوطن تحت طائلة المسؤولية قادر على ان يوفر بريق نور في ليل مظلم لام في انتظار قبر اكثر ظلمة مما نحتمل.

معالي الوزير الاكرم ،،،
هي قصة قلوب الامهات مع الفقد ،،،،تجعلنا بحاجة دائمة لمراجعة مدى صلاحية انسانيتنا ومدى سلامة عواطفنا ،،،
فقلب الام لا يتغير هو ذاته القلب الذي يثير ينا كل هذا الحزن ويقلب علينا مواجعنا ..
وانت الان يا معالي الوزير في حضرة قلوب الامهات فمنهن من تنتظر ولدها المرابط على الحدود الشمالية جنديا باسلا يصد الريح بصدرة وأخرى تنتظر ولدها ابن السبيل في اوكرانيا يدرس الطب من اجل اوجاع الوطن ومنهن من وضعت مقعدا خشبيا فارغا على مائدة الافطار لولدها الذي لن يجلس عليه بعد ان استشهد في معارك الوطن مع الارهاب.

هي قلوب امهاتنا الموجوعات بالفقد ،فالكلمات تتكسر على الشفاه حين تقف في حضرة احداهن .

معالي الوزير الاكرم
اذكرك بموقف المغفور له باذن الله الملك حسين رحمه الله حين اخرج المناضل ليث الشبيلات من السجن ورافقه حتى منزل والدته ،،، هذا الموقف تعجز كل قواميس اللغات عن التعليق عليه.

سيدي الوزير
ما كان يضرك لو انك رافقت هذا المسجون الى العقبة وسلمته لوالدته ليطبع قبلة على جبينها ثم تعانقه العناق الاخير لتمضي روحها في سلام ..
انا واثق انك ان عينيك سترتكب خطيئة البكاء ، فالرجال اصحاب القلوب الكبيرة يعرفون البكاء ايضا ،وستدعو لوالديك بالرحمة وربما ستبادر بطبع قبلة على جبين والدة السجين وستخاطبها ب (يمه لا تبكي كلنا اولادك).

نيابة عن كل المستضعفين في وطني
ونيابة عن كل قلب مكلوم ،،،
نقول للنائب حازم المجالي جزاك الله كل خير ..

ام أنت يا معالي الوزير فدعواتنا لك ان يوفقك الله لما يحب ويرضى ويرحم والديك ووالدينا واموات المسلمين جميعا .

وسلام لقلبك الف سلام

نسخة/ لعطوفة محافظ الكرك
نسخة/لعطوفة محافظ العقبة
نسخة لصحيفة سواليف الالكترونية
نسخة لصحيفة ديرتنا الاخبارية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى