وجهة نظر في تخفيض سن مرشح مجلس النواب
نصر شفيق بطاينه
منذ مدة ظهرت دعوات تطالب بتخفيض سن مرشح مجلس النواب من 30 الى 25 عام , لماذا؟! كان آخرها دعوة احد النواب رئيس لجنة التربية والتعليم والثقافة الى ذلك وتوصيات مجلس النواب الجلسة المخصصة للشباب لمناقشة همومهم وتطلعاتهم , قال لإيصال الشباب الى البرلمان ولإيصال صوتهم ومطالبهم وتطعيم المجلس بعنصر الشباب , طيب , هل عمر 30 سنة ليس شباب ومن قال انهم كهول أليس بإمكان هؤلاء ايصال صوت الشباب ومطالبهم ؟!.
لنناقش الموضوع من زاوية اخرى ينهي الطالب المرحلة الثانوية بعمر 18 سنة هذا اذا كان بدون عوائق او تأخير ويحتاج اربع سنوات للدراسة الجامعية الاولى واذا انهى الدكتوراه يكون عمره من سن 28 الى 30 سنة , ولنفترض ان الطالب اكتفى بالدراسة الجامعية الاولى فيكون عمره من 22 الى 23 عاما واراد ان يدخل الحياة العملية كم من السنوات يحتاج الى ايجاد وظيفة وتكوين نفسه وخاصة في ظل البطالة المتفشية في بلدنا وصعوبة التوظيف وان وجدت بالكاد تكفي همومه اليومية . يحتاج مجلس النواب الى خبرات الاعضاء المشاركين فيه من اين سيأتي المرشح سن ال 25 من خبرات لتفريغها في سن وتشريع القوانين المعروضة على المجلس , والطالب الجامعي ممنوع من ممارسة العمل الحزبي واغلب الشباب ثقافاتهم ضعيفة واتحدى كم عدد الذين يقرأون الجريدة اليومية ومقالات الكتاب كبيرهم او صغيرهم مع انه ليس مقياس كافي وهو الحد الادنى من الثقافة ويطالع اخبار وهموم البلد فأكثر ثقافتهم ناتجة عن ثقافة الفيس بوك واغلبها نهفات ونكت واشاعات وفيديوهات وشتائم فبئست الثقافة وهنا لا اتكلم عن الجميع فهناك بعض الشباب المجد المجتهد وله الاحترام ولديه علم ومعرفة بتخصصه وهذا ميدانه العلم والابداع اتركوه كي نستفيد منه في مجال العلوم والابداعات المتخصصة والفنية ولا تفسدوه لأنه مع الوقت في البرلمان سيتحول الى البحث عن الشيخة والسلطة والمكاسب والمناصب ومحاولة تقديم الخدمات الى القاعدة الشعبية ونخسره في مجال علمه , وكما هو معروف ان الثقافة ليست العلم المتخصص الذي قد يعطيه بعض الخبرات وبعد الجامعة الطالب وقته كله مخصص للبحث عن وظيفة , وكما هو معروف ايضا فان العملية الانتخابية تحتاج الى اموال لإدارة العملية الانتخابية ودفع رسوم الترشيح من اين لسن 25 عام هذه الاموال لإنجاز ذلك وهو لا يزال يأخذ مصروفه اليومي من والديه وكل يوم بوكل بهدله على الطالع والنازل لعدم اشتغاله وكثرة مصروفه وطلباته , فمن اين سيبني الشخصية النيابية بدون ان يستقل ماديا وحرية رأي وقرار , ولنفرض جدلا ان هناك بعض الشباب الذين يملكون المال عن طريق الورثة او اعمال الوالد او حظوا بوظيفة ما عن طريق الواسطة او بالحظ , هذا لا يكفي لتخفيض سن المرشح لان هؤلاء الشباب الذين تتوفر فيهم شروط الترشح وهو المال الموروث عن الوالد او تجارته يعني ان الاغنياء فقط هم الذين سيحصلون على فرصة الترشح والنجاح ان امكن , وعليه سنكبر عمل المال السياسي الذي نلعنه ليل نهار وندخل الى البرلمان نواب رجال اعمال جدد يضافوا الى رجال الاعمال الموجودين في المجلس السابق وقد نجد مستقبلا في البرلمان الوالد وابنه وابنته والاخوة وسيصبح جزء من المجلس عائلي ومن ثم سيترشحون لمناصب المجلس ويستحوذوا على الرئاسة والمكتب الدائم كما هو حاصل جزئيا الان في بعض المناصب التي فيها اخوة نواب يبادلوا الكرة بينهم …. وان الفقير لان يأخذ فرصته بالترشح واتحدى ان يكون هناك مرشحون من خارج العاصمة عمان ولن ينجح مرشحو القرى والاطراف ان وجدوا اصلا .
بالمحصلة البرلمان يحتاج الى خبرات ونواب لديهم قوة الحجة الناتجة عن الخبرة ولديهم المعرفة والفكرة والناتجة عن الممارسة العملية للحياة واذا كان هناك استثناء وقد يوجد فلا يقاس عليه فهو استثناء , وسن ال 30 هو سن شبابي ومعظم الشباب في هذا السن غير عاملين وغير متزوجين , البعض قد يقول ان اسامة بن زيد قاد جيشا بعمر 17 سنة اذا كان الكلام دقيقا ونقول لكل زمان دولة ورجال ففي زماننا يجب رفع سن البلوغ والرشد من 18 الى 20 عاما انظر الى مشاجرات الشباب في الجامعات واكثر اسبابها وحسب ما ينشر ( لويش بجح في ابو الشباب او واحد جح بطالبة يعتقد احدهم انها ملكه وليس الحق لاحد الجح فيها , او زيح رجلك ابو الشباب عن الطريق والاخر بتنح ) .
ان عمر المرشح لمجلس النواب 30 عاما كافي وفيه مبالغة ويجب زيادته وليس تخفيضه وسيبكم من الافكار غير المستوية وبحاجة الى نضج والدلال الزائد لأي كان يفسد التربية والسلوك ,وانا اقول لكم ما يريده الشباب وفروها لهم وهم ممنون لكم اولا المقعد الدراسي المجاني وان تعذر برسوم قليلة ثانيا وظيفة بعد التخرج ثالثا تسير سبل الزواج بتخفيض المهور وعدم المغالاة بالحفلات والطلبات رابعا حرية الرأي والتعبير ثم وقف مسلسل الضرائب واعلان الحلقة الاخيرة منه وسيكون لكم الشباب من الشاكرين ولا يريدون عضوية مجلس النواب مع الاحترام له ….
ن
