التعليم العالي والتغيير / أ.د. محمد عوده الشرفات

التعليم العالي والتغيير

أمّا وقد أعفى مجلس التعليم العالي بعض رؤساء الجامعات الرسمية من مناصبهم وطلب من الرؤساء الأخرين تصويب وتصحيح بعض الاختلالات في جامعاتهم فانني اقترح ما يلي:
أن يترك امر تعيين رؤساء الجامعات للجامعات نفسها وكما هو معمول به في معظم جامعات العالم. بحيث يتم تأليف لجنه من مختلف كليات الجامعه من اصحاب الخبرة والرأي والمشورة والمعرفة الوافية بشؤون الجامعه وتقوم هذه اللجنه بوضع معايير وآليات دقيقة وشفافة لمن يرغب أن يكون رئيسا لهذه الجامعة ثم يتبع ذلك اعلان وتستوفى جميع المتطلبات في هذا الصدد.
لقد مارس مجلس التعليم العالي ولجانه خلال العقود الماضية وما زال صلاحيات تعيين رؤساء جامعات بالتنسيب وتبيّن ان بعض هؤلاء المنسّب بهم لايتسمون بصفات القائد القوي والمبدع لادارة هذه الجامعات ونتيجة لضعفهم وقعوا تحت سيطرة المحيطين بهم والذين نفّذوا اجنداتهم الخاصه وانعكس ذلك سلبا على العاملين في الجامعة وأدى الى فقدان الثقة بادارة الجامعة وتم تغييرهم. وفي حالتنا هذه أليس مجلس التعليم العالي من نسّب بهولاء الرؤساء؟ ثم أعفاهم! سيقولون بسسب التغذية الراجعة من الميدان! لا أظن ذلك. ام ان هنالك جهة أخرى وهي التي تقرر؟
وعلى الرغم من وجود لجان اختيار ولجان خبراء منبثقة من مجلس التعليم العالي أو مضافه اليه فان معظم الأكاديميين في الجامعات الاردنية يعلمون كيف يتم تعيين هؤلاء الرؤساء بالوساطة والمحسوبيه فمجلس التعليم العالي له امتدادت سياسية وارتباطات بمراكز قوى ونفوذ في الدولة تفرض من تريده، اضافة أن بعض من أعضاء المجلس ليس بالمستوى المطلوب (فمنهم من كانوا زملاء لنا ونعرفهم حق المعرفة) ،وهنالك مجموعات ضغط تؤثر ويشكل كبيرعلى قرارات هذا المجلس. وربما من يقول ان بعض اعضاء مجلس التعليم العالي ولجانه هم رؤساء جامعات سابقون وهم اصحاب خبرة ورأي ومشورة وهذا صحيح ولكن تبين وللأسف ان بعض هؤلاء لهم اتباع ومريدين وجّل اهتمامهم الدفع ببعض اتباعهم ومريديهم والتحشيد لهم للوصول الى اعلى المناصب الأكاديمية تحت غطاء لجان خبراء ولجان اختيار.لذا فأنني أرى أن من الافضل والأسلم والأجدى ان يتم اختيار رئيس الجامعة من الجامعة نفسها.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى