التخطيط الاستراتيجي للتعليم

د. ايمن ابورمان
خبير التخطيط الاستراتيجي

لايمكن لأي مجتمع يسعى نحو التطور والتقدم ان ينجح دون ان يخطط لذلك بشكل جيد وواضح ضمن رؤية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
وعليه فإن التخطيط الإستراتيجي : هو خطة مستقبلية طويلة المدى تسعى لتحقيق هدف معين كما يدرس التخطيط الإستراتيجي الواقع بكل أبعاده من قوة وضعف وتحديات ولا يكون التخطيط فقط في الجانب النظري بل في الجانب العملي الميداني التطبيقي.
اما التعليم: مما لاشك فيه ان افضل وسيلة لبناء الإنسان هي تعليمه ومن ثم تدريبه فهذه أفضل طريقة لجعل المجتمعات في تطوير مستمر،ولكن مانحن بصدده الآن هو كيفية اصلاح نظام التعليم القائم في بلادنا.
التخطيط الإستراتيجي للمدرسة:
وهو مايقوم به المشاركون من وضع تصور لمستقبل المدرسة وتطوير الاجراءات والوسائل الضرورية لتحقيق ذلك التصور المستقبلي في الواقع وما يرتبط به من الإستجابه للتغيرات الحاصلة في البيئة الداخلية والخارجية من خلال الإستخدام الأمثل للموارد والمصادر.
فالمدرسة هي المكان الأهم في صناعة مستقبل الأجيال،فمرحلة الدراسة الإبتدائية هي المرحلة التي يتم من خلالها تشكيل مستقبل الطلاب الملتحقين بها ونظرآ لقدرة المدرسة وامكانياتها ورؤيتها المستقبلية في بناء جيل قادر على النهوض بالمستقبل.
والمدرسة التي تستطيع ان تصنع التاريخ هي المدرسة التي تمتلك استراتيجية واضحة متكاملة تتضمن رؤية مستقبلية ولديها اهداف استراتيجية يمكنها من خلالها تحقيق تلك الأهداف.
ولهذا تأتي أهمية التخطيط الإستراتيجي في المؤسسة التعليمية فبدون التخطيط يكون هناك تشتت للجهود وتتحول العملية التعليمية من مجرد رسالة يجب تأديتها الى أعمال وظيفية.
نستنتج مما سبق انة يجب علينا وضع استراتيجية وطنية للتعليم تستند الى تطوير التعليم الأساسي وذلك من خلال عدة مراحل:
-اعادة تأهيل مجموعة من المدرسين الخريجين من المعاهد التعليمية والجامعات لضعف سويتهم العلمية فمن المعلوم ان مهنة التعليم لاتجذب اليوم سوى الطلاب اللذين حصلوا على مجموع متواضع من الثانوية العامة.
-تطوير المناهج التعليمية فبالمقارنة مع العديد من الدول العربية الا ان هذه المناهج مازالت تعاني من الضعف.
-اعادة الإعتبار والإحترام لأستاذ المدرسة مادياً ومعنوياً ودعمه بالحوافز.
-تطوير طرق التعليم والإمتحانات وذلك بالإبتعاد عن الأساليب القديمة.
من مميزات التخطيط الإستراتيجي:
يساهم في تطوير المدرسة وتحسين وضعها،كما يعمل على تلبية احتياجات المدرسة الداخلية والخارجية،ويشارك فيه جميع الأطراف المعنية من(المدرسين وأولياء الأمور والطلاب والإدارة) وأخيرآ يساهم في نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها المستقبليّة.
اما بالنسبة للتخطيط الإستراتيجي للجامعات لايمكن الإستغناء عنه حيث يتضح أهمية التخطيط في الجامعات من خلال:
-وضع مجموعة من المقاييس المحددة التي تساعد على تحقيق النجاح بإستمرار.
-قيامه بتشجيع القاده الأكاديميين على وضع رؤية مشتركة للمستقبل.
-يعد اسلوباً جديدآ لتفكير واسع النطاق على المستوى الإستراتيجي.
-ان التخطيط الإستراتيجي يساعد على رفع درجة التنبؤ بالتغيرات في البيئة المحيطة بالجامعات وكيفية التأقلم والتكيف معها.
-يزود التخطيط الإستراتيجي الجامعة بدليل ارشادي حول ماتسعى لتحقيقه.
-التخطيط الإستراتيجي التنافسي وسيلة مهمة وضرورية نحو تمكين الجامعات من وضع تصور خاص لهويتها فالهوية المستقلة هي ماتطمح له كل جامعة هدفها التميز الأكاديمي والمعرفي والبحثي.
حيث تكمن أهمية التخطيط الإستراتيجي في الجامعات بإعتباره مطلباً لدعم إدارات الجامعات ليكونوا اكثر اطلاعاً ومعرفة بالمخرجات التربوية،فقد تواجه معظم الجامعات فشلآ في تحقيق أهدافها التي من أجلها أنشئت الجامعة كما تواجه نقصاً في الموارد المالية والمادية المعززة للأنشطة والمشاريع الجامعية والصعوبة المتعلقة بإختيار البدائل والإستراتيجيات المناسبة،الا ان الحل الأمثل لتلك الصعوبات هو جعل التخطيط الإستراتيجي في الجامعات ثقافة متبعة وأسلوبآ جديدآ في التفكير والعمل وفق الرؤى والأهداف الإستراتيجية لكل جامعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى