البكاء والتباكي / جميل يوسف الشبول

البكاء والتباكي
رحم الله شهداء الواجب شهداء الوطن اصحاب العطاء الذي لا يقدر بثمن في الدنيا وجزاؤه في

الاخرة من الكريم الرحمن الرحيم فهو القادرعلى تثبيت فؤاد الام والزوجة وارسال الطمأنينة الى

نفوس الاطفال المفجوعين بفقدان الاب .

ايها الاردنيون الشرفاء هذا هو نصيبكم من هذه الحياة التي فصلت لكم فاما رصاصة في الصدر

والحمد لله انها من اجل الوطن واما موت بطىء بالقهر بالتجويع والافقار واستجداء دعم الخبز.

زفيتم بالامس ثلة من شهداء الواجب وكان الكل يتابع فمنا من وضع نفسه في قلب الام الثكلى

وبكى وكان منهم صديقي ” نواف ” واستذكر ان هؤلاء ينتظرهم ابناؤهم وزوجاتهم ينتظرون

رواتبهم التي لا يملكون غيرها لانهم لا يجيدون العمل بقضايا الدخان وغيرها من قضايا الفساد

ومنا من ذهب ليحتفل بعيد الحب والتذكرة الواحدة تجاوزت المئتي دينار ومنا من اعرض واعتبر

ان الامر لا يستحق ان يتحدث فيه.

ردة الفعل اللئيمة على الحدث ان معتصمي الدوار الرابع لم يتفاعلوا مع جرح الوطن ويتركوا

الاعتصام ولم يقرأ اي منهم الفاتحة على روح الشهداء وهذا والله افتراء واساءة الى الشهيد

واهله والى كل الاردنيين .

ليتكم ذهبتم الى المحتفلين بعيد الحب والى الحفلات المقامة في الفنادق والتذكرة تتجاوز في قيمتها

راتب اي شهيد فيهم .

المواطن الاردني المكلوم الذي ضحى بكل شيء واصبح متسولا على ابواب الفاسدين ومسؤولا

عن الفساد فهو ضحية الرصاص وضحية الفاسد المحترف الذي يلطخ سمعته ويختبىء خلف قوة

اعطته الحق بان يأكل اموال الناس بالباطل .

ان الافتراء على حراك الرابع مكشوف ونقول للذين يحاولون افشال الحراك انكم واهمون وان

الحراك متزايد بتزايد الفقر والاستمرار بحماية كبار الفاسدين وتجويع الناس وترك الشباب يهيم

على وجهه دون توجيه لهذه الطاقات والاكتفاء بنعتها انها غير منتجة .

حراك الرابع لا يقاوم بمثل هذه الافعال والالعاب المكشوفة ولا يقاوم بهراوة رجل امن جائع و

مأمور بفعل ذلك لكنه يقاوم بالصدق مع الناس واعادة الحقوق المنهوبة الى الوطن وهي للاسف

بحجم كل الوطن .

بهذه العقلية سينمو الحراك وبمرور الوقت وتحسن الطقس وادارة الظهر للناس وعدم الاخذ على

يد الفاسدين كلهم لا جلهم سيتمدد الحراك وسوف يصل الى ما بعد بعد الرابع .