البحث عن قضية / يوسف غيشان

البحث عن قضية

أنا مواطن حرّ شهم واصلي شجاع عتليت ، لذلك فقد قررت مع سبق الإصرار وبدون ترصُّد ، ان ابحث عن قضية أُدافع عنها ، وأذود عن حماها واستشهُد من أجلها ان استطعت إلى ذلك سبيلاً .
إذ وبعد ان انتهت القضية بخير وسلام ( وتبويس لحي وطواقي ). وعاد الحق إلى أصحابه بالتمام والكمال . وبعد ان توقف ( أو سيتوقف قريباً ) برنامج كوثر النشاشيبي ( وسلامي لكم ) وبعد ان (رجعنا يوماً إلى حينا ) ، حسب نبوءة فيروز ، وما عاد لعبارة (الستّ) كوثر ( إلى أهلنا في الوطن المحتل من أرضنا ) من معنى ، فقد قررتُ البحث عن قضية .
فانا حربوك ) وفلفلة ، ولا استطيع الاسترخاء والتجشؤ ومشاهدة برامج التلفيزيون ، دون ان تكون لي قضية تجري دماؤها في شراييني ، إذ بدون قضية فمن أين لنا شهداء وأبناء شهداء وبعثات أبناء شهداء بعد إحالة الشهادة على الاستيداع ، ومن أين لنا أغانٍ وطنية تشهد بالصمود والتصدي ، وتبين صمودنا البطولي أمام الغاصب المحتل العدو الغاشم ، مع ان قضيتي الأولى انتهت دون اعرف معنى كلمة ( غاشم ) التي أتلمّظُ ) بها يومياً على الريق .
طبعاً ، عندي قضايا محفوظة بالأرشيف من فجر الخليقة ، مثل قضية لواء ( الاسكندرونة ) وقضية الجزر الثلاث ( طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى ) ، وقضية النتوءات الصخرية على مدخل البحر الأحمر ( من تحت ) ، وقضية عربستان ، وقضية سبتة ومليلة ، واعرف كل هذه القضايا ولكني أريد قضية طازجة فعالة ثلاثية المفعول .
ما رأيكم مثلاً بتفجير قضية العودة إلى الأندلس ، التي (فاضت دموع فلسطين مذكرة جرحاً بأندلس للآن ما التأما ) ، ألم نترك في أرحام نسائهم أطفالاً ذوي ( شعور ) سوداء وعنجهية وسؤدد وفخر بلا مبرر ؟
الم نترك لهم القصور الفاخرة ، ونوافير الأسود المتحفزة؟
لذلك فان من حقي أنا حفيد عبدالله بن الأحمر ( الذي بكي مثل النساء ملكاً مُضاعاً لم يحافظ عليه مثل الرجال ) ، من حقي أن أُطالب بأملاك جدي الأحمر ، وبقبو نبيذه وتاجه المرصع بالياقوت .
نعم ، وجدت قضية أُدافع عنها ، إنها الأندلس ، سأُعلن الحرب والكفاح المسلح ، أو ( بلاش ) سألجأ اولاً إلى القضاء لإخراج أحفاد ( فرديناند وإيزابيلا ) منها ، وإذا لم ينصفني القضاء سألجأ … إلى القضاء والقدر .
من كتابي (شغب) الصادر عام 1993

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى