الفنجان الخزفي أم الورقي!!؟

الفنجان الخزفي أم الورقي!!
د. ذوقان عبيدات

شاع في الأيام الأخيرة فيديو “جميل” يقول صاحبه بأنه حين كان مسؤولاً في الدولة، كانوا يحضرون له قهوته في فنجان خزفي، ويسألونهّ إن كانت القهوة لذيذة أم تحتاج إلى إضافات! وحين ترك المسؤولية، اضطر إلى أن يشرب القهوة في فنجان ورقي، ليس لأن الفنجان الورقي أكثر نظافة، لكنه المتاح له في صالات السفر، ومحطات إنتظار القطار. والحقيقة أن هذه الحادثة الأكثر صدقاً. فما يحصل عليه المسؤول من امتيازات، يفقدها كلها لحظة إبعاده! لا أقصد طبعاً الكرامة والإهتمام والأصدقاء والمحبون، فهؤلاء جميعاً يتبخرون بعد الكرامة مباشرة، ولن يجد مسؤول مبعد أي مهتم، إلا إذا كانوا يشعرون بأنه سيعود !!
أتحدث في غير الكرامة المفقودة. بل في الإمتيازات المادية الهائلة من:
سيارة واتصالات وكمبيوتر وفواتير مدفوعة.
هدايا وفرص ولجان مأجورة طبعاً.
فرص لخدمة عائلته وأقاربه ومناقضيه
يكتبون على مقعد بأنه محدوز له ويحجزون له مكاناً في الكراج علماً بأن لديه سائقاً!!

لو حسبنا ذلك لحزنا على أي مسؤول يبعد عن عمله! أما طريقة الإبعاد فتتنوع حسب درجة حقد متخذ القرار:
مبعدون يسمعون عن إبعادهم من خلال وسائل الإعلام
مبعدون يسمعون عن إبعادهم من الآذن أو الحارس
مبعدون تغير أقفال مكاتبهم فجراً حتى لا يسمح لهم بدخولها.
وكأنه كان يعمل مع عصابة!
عشرات الأحاديث يتداولها الأردنيون ممن تعرضوا للإهانة والإبعاد من وزراء ومديرين ورؤساء وأمناء عامين وحتى معلمين، يمكن ذكر أن رئيس وزراء كان على قائمته عشرة زوار طلبوا مقابلته فقط للإطمئنان عن صحته. وفي العاشرة صباحاً غادر منصبه والتزم منزله. ولم يتلطف أحد من زواره بالإطمئنان عليه!!
هل المشكلة هي في طبيعة النهج أم في طبيعة المسؤول أم في مجتمع النفاق؟
المسألة ليست فنجان الورق، إنما الأخلاق الورقية التي نتمتع بها!
“فلا يغرّ بطيب العيش إنسان”
ما دور التعليم سيداتي سادتي؟ ما موقفه من خطاب النفاق والمجاملة؟

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى