والمخفي أعظم

#والمخفي_أعظم

د. #هاشم_غرايبه

كثير من الأمور الغامضة التي تحدث في العالم، نجد تفسيرا لها في الكتاب المعنون: “القصة الحقيقية لمجموعة بيلدربيرغ” للصحافي “دانيل ستولين”، والذي بيّن بالأدلة أنها المنصة انطلقت منها القرارات التي أنتجت أحداثا وأزماتا عالمية، مثل تأسيس الاتحاد الأوروبي واعتماد عملة اليورو، وتوحيد الألمانيتين وغزو العراق والتخطيط لاتفاقية التجارة الحرة ولفكرة العولمة، والحرب على الإرهاب.
أما ما يدهش المرء فهو كيف تحول نظام طلب سمات الدخول لأي بلد من سفارة الدولة الى طلبها عن طريق شركة اعتمدتها كل دول العالم في غمضة عين من دون صخب ولا نقاش ولا تغطية أعلامية.
اسم هذه الشركة vfs.
هذه الحروف الثلاثة المكتوبة بحروف صغيرة هي إسم مؤسسة عملاقة، وعملها هو في تنظيم عمليات الحصول على التأشيرات (الفيزا) لجميع دول العالم، فمنذ عام 2006 ، وبعد أن حددت أمريكا أن مواصفات الإسلام المقبول لديها هو ذلك الخانع المستكين، فرض على جميع السفارات التعاقد معها، فهي التي تحدد لها إن كان الشخص مرغوبا به أم لا.
هذه الشركة مملوكة بالكامل لـ “مجموعة كوني” و يقع مقرها الرئيسي في زيوريخ في سويسرا، وهي أكبر مجموعة قابضة صناعية في إسكندنافيا وجزء من مجموعة “والنبرغ”، وتمتلك صناديق “إكت” بشركات حافظة عملاقة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، فقد بلغ إجمالي مبيعاتها أكثر من 19 مليار يورو، ويعمل بها حوالي 110000 موظف، أي أنها أضخم من ال CIA !.
يبين لنا هذا الكتاب من هو “والنبرغ” هذا الذي يملك هذه الإمبراطورية، إنه السكرتير التنفيذي لنادي “بيلدربيرغ”، ومن الإسمين يفترض أن تعرف أنهما يهوديان، هذا النادي هو مجموعة سرية أعضاؤه من 100 – 140 عضو من أهم الشخصيات السياسية والإقتصادية والأكاديمية الرفيعة في العالم، والإسم نسبة الى الفندق – القصر الذي اجتمعوا في أول مرة عام 1954، ويجتمعون في ربيع كل عام في أوروبا، منها مرة كل أربع سنوات في أمريكا.
في الدورة الماضية التي كانت في أمريكا، اجتمعوا في “شانتيي” قرب العاصمة واشنطن، بمشاركة شخصيات كبرى، إضافة الى الأعضاء الأساسيين مثل وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر ( منسق الدعوات)، وديفد روكفلر (مستشار المجموعة) والامين العام السابق لحلف الاطلسي “ستولتنبرغ”، ووزير التجارة الاميركي السابق “ويلبور روس” ومستشار الامن القومي (السابق) ” ماكماستر”، و”اريك شميت” رئيس شركة “ألفابيت” التي تضم كل أنشطة “غوغل”.
من هنا نفهم ما هو دور غوغل، ونستنتج الارتباط، الذي يمكن لشركة vfs أن تستفيد منها في جمع المعلومات عن سكان الأرض، ونفهم أخيرا لماذا يقدم “غوغل” وغيره خدماته المجانية!.
إن كنا نعلم يقينا أن الرأسمالية لا يوجد في قاموسها معنى عمل الخير، ولا تقدم خدمة بلا مقابل، ندرك لماذا تقدم “جوجل” كل خدماتها مجانا.. فالإستثمار المربح هو في المعلومات التي تجمعها عن كل فرد في الكرة الأرضية!.
هنا نعود الى قصة vfs التي لها مكتب إقليمي في دبي يعمل به أكثر من ألف موظف،.. ترى ما سر هذا الحجم الضخم الذي يدل على اهتمام بالغ؟.
يرتبط ذلك بالأحداث المريبة والتطورات الغريبة التي تحدث في الجزيرة العربية، والتي تبدو ظاهريا وكأنها بهدف التوافق مع متطلبات الغرب الليبرالية، لكنها أصبحت مؤخرا تحمل دلالات مقلقة، سيما وأن الجزيرة منبت العرب، وهي البقعة الأقدس التي تضم البيت الحرام ومهد الرسالة، لذلك فما يجري فيها ليس أمرا داخليا، بل يهم كل عربي ومسلم، ومن حقنا أن نتابع ونرصد ما يحدث.
نفهم الأمر إذا علمنا كم يشكل الحج من قلق للغرب، وكم هم مهتمون بضبطه ليبقى مجرد طقوس وتقاليد، لأنهم يعلمون كم هو خطير دوره في جمع كلمة المسلمين وتوحيدهم، ليستعيدوا قوتهم ويبطلوا تآمر الغرب الذي نجحوا طوال القرن الماضي من خلاله في إبعاد ذلك الكابوس المرعب لهم.. الدولة الاسلامية.
فطوال الزمن الماضي كان تنظيم الحجيج موكلا الى مؤسسة رسمية أسلامية، لكنها ومنذ بضع سنوات أوكل الى شركة “تسهيل”، والتي رغم أن مسماها عربي، إلا أنها في حقيقتها وكيلة لمؤسسة vfs ، بمعنى أن الحج لم يعد فريضة، بل جرى تحويره ليبقى مجرد نشاط اقتصادي بحت، تحت مسمى السياحة الدينية!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى