الأرنب الذكي / يوسف غيشان

الأرنب الذكي
يُحكى أنّ أرنباً جميلاً وطويل الشعر ، لكنه كان أعمى ، وقد أحبته جميع حيوانات الغابة واتفقت على تدليله وعدم اصطياده.
ذات يوم كان الأرنب الجميل يتمشكح على جانب النهر وهو يتنطنط بدلال ، فتعثرت قدمه وسقط في الماء حيث وقع على مواطن .. صرخ المواطن باستنكار : من هذا ؟
فقال الأرنب وهو يلهث بذعر :
– أنا الأرنب المحبوب … تحبّني جميع حيوانات الغابة ، لأنني ودود وشعري طويل ونظيف وأنا نغش وألعب طوال الوقت ، كما أنني سريع جداً وأعرف جميع ممرّات الغابة وطرقها وأستطيع الركض فيها بكلّ راحة واقتدار مع أنني أعمى تماماً ولا أرى شيئا .. لكن من أنت يا أخي ؟؟
بعد أن اطمأنّ المواطن إلى الأرنب الضرير قال بأسى :
– يا ليتني كنت مثلك … أنا نقاق وجميع حيوانات هذه الغابة الحكومية تكرهني ، فأنا نقاق ولساني طويل جداً … أنق بكلّ صراحة ووقاحة وبشكل دائم ودؤوب إلا إذا أغلقوا فمي بأيديهم .
أحيانا ينجحون – كما حصل أمس – ، ببساطة أنا عكسك تماما … فأنا مبصر وهم يكرهونني .
صرح الأرنب بفرح :
– لقد عرفتك .. لقد عرفتك … لا تقل لي من أنت !
– ومن أنا ؟؟؟؟
– أنت … أنت يوسف غيشان !!
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى