الأردن ومنطقة «النتف» / عمر عياصرة

الأردن ومنطقة «النتف»

فجأة اصبح «مثلث النتف» الصحراوي مهماً للجميع، فقد تحوّل الى بؤرة ساخنة تستهوي الجميع المنخرط في الازمة السورية، وكل ذلك جاء بعد قصف القوات الاميركية لجموع تابعة للنظام السوري كانت متوجهة له.
يقال ان «مثلث النتف» اكتسب اهمية مضاعفة بعد اعلان قمة «ترامب – الملك سلمان» عن تشكيل قوة عسكرية قوامها 34 الف جندي ستنخرط في القتال في سوريا، والراجح أنها ستتجمع في هذا المثلث الحدودي.
على صعيد آخر، يبدو ان سيطرة اي طرف على المثلث، سيكون له دور بالتحكم في سير فلول داعش بعد الرقة، ومن ناحية اخرى فإن سيطرة التحالف بقيادة اميركا على التنف، سيقطع الطريق على الهلال الايراني الممتد من العراق الى لبنان.
الاردن معني بكل ذلك ويراقب التطورات بقلق، ولا يعجبه ان يسيطر نظام بشار على «مثلث النتف»، فعمان تدرك ان ثمة تكتيكات متبعة من دمشق هدفها تصدير مشكلة داعش الى الحدود الاردنية.
بعض الروايات تحدثت فجر السبت عن ضغط لجيش النظام السوري على داعش في محورين، تاركين لهم محورا ثالثا للهرب الى حدود العراق وسوريا القريبة من حدودنا؛ مما استدعى تواصلا اردنيا اميركيا فاعلا لضبط انفلات دمشق.
على الجانب الآخر، تسربت معلومات عن لقاءات اميركية روسية بمشاركة الاردن – جرت وتجري في عمان – هدفها الاتفاق على اقامة منطقة آمنة في جنوب سوريا، قد تسفر عن تبديد جزء من القلق الاردني النابع من رفضه وجود داعش والميليشيات الطائفية على مقربة من حدوده.
نعم هناك ازدحامات في الملف السوري، وهناك خواتيم مقبلة قد تسفر عن بدايات قاسية، فالقريب منا متردد، والبعيد يضمر لنا السوء، والقلق مبرر، لكنه لا يكفي، فلابد من تحرك مرن، ومراقبة كثيفة مع الاعتماد الكامل على نيران قواتنا المسلحة من حدودنا تجاه كل خرق او سوء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى