اطباء بعقود عبودية / سمير خضر احمد النجار

اطباء بعقود عبودية

بيننا وبين وزارتنا (وزارة الصحة )
هوة كبيرة و فج عميق ،وكأن كل منا يعيش في عالم منفصل عن الآخر ،
حتى أني أشعر وفي كثير من الأحيان أننا نتكلم لغتين مختلفتين !
لقد تبرأت منا حقا
نعم ..
هذا هو شرُّ البلية !
شر البلية الذي يضحك ويُبكي في ذات الوقت دماً وليس دمعاً فحسب !
نعم، هذه هي الحقيقة التي لا يقبلها ولا يرضاها عقل ولا وجدان
هذا هو واقع من هم من خيرة أبناء هذه الأرض الطيّبة ومن هم من صفوة شبابها !

هذه نهاية صرحٍ كبير كوزارة الصحة خدّمت الملايين من أبناء هذا الشعب ولكنه الآن هرِم و مرض…
قوانين عبودية استحدثت للأطباء، لا تخضع لأي شكل من أشكال الإنسانية في هذا العالم !

كيف لوزيرٍ اؤتمن على منصبه بأن يجبر الطبيب على العمل بعد انهاء فترة اقامته داخل وزارة الصحة ٨ سنوات على الاقل (اجباريا) او دفع مبلغ يصل الى ٩٠ الف دينار (كاش) والا ستبقى اسيرا وملكا للوزارة…

كيف لوزيرٍ اؤتمن على منصبه ان لا يعطي طبيب يعمل اسبوعيا ما يقارب ال( ٨٠ ساعة) حقه قانونيا واعطاءه راتبا شهريا مقداره ٤٣٠ دينار….

اهكذا يكون تحفيز الطبيب بالبقاء ام ترهيبه بالاستعباد؟؟؟

أي ذنبٍ ارتكبه الأطباء حتى يكون جزاء خدمتهم لوطنهم عقود عبودية اجبارية تجبرهم على الاقامة القسرية بوزارة لا تعطي للطبيب ابسط حقوقه …

أي ذنبٍ ارتكبه من هم من خِيرة أبناء وطننا الحبيب حتى تكون سنوات اختصاصهم كما لو كانت في سجنٍ يُزج فيه الفاسدون في الأرض و المنبوذون المرفوضون في الدنيا

أهذا جزاؤهم لأنهم أفنوا شبابهم بين المحابر والمنابر !
أهذا جزاؤهم لأنهم اختاروا أشرف المهن وأجلّها وأعظمها عند الله وسعوا لها سعيها !
أهذا أجرهم لأنهم ندروا أنفسهم للطب بكل صعابه ومشقاته !
أهكذا يُقابل الاحسان .. بالعبودية والقهر !

من لهذه البلاد إلا شبابها
من لهذه البلاد في ألمها إلا أطباؤها

نحن لا نريد استحالات أو أشياء لا منطقية
لا بل إننا نريد المنطق، نريد الحل، نريد شيئاً يقبله العقل فالواقع جنونٌ !
نريد حقوقنا .. أبسط حقوقنا .. حقوق الأطباء، حقوق الانسانية .. أدنى حقوق البشر في مهنة الانسانية في مكان ينبغي أن يكون أعظم مكان في الدنيا وأنبل مكانٍ للبشر !

الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس
ولن يكون الأطباء يوماً شياطينَ خرساءَ أبداً .. ومهما جار الزمن ..

*بقلم كل مُحب غيور على هذه البلاد وشبابها وأطبائها..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى