بيان الرزاز.. مبادئ محترمة وتفصيلات غائبة

بيان الرزاز .. مبادئ محترمة وتفصيلات غائبة
عمر عياصرة

استمعت لبيان حكومة الدكتور عمر الرزاز بإنصات كبير، وكنت اعتقد انه سيحمل برامج مباشرة، وتفصيلات واضحة، مشروع محدد يمكن قياسه.
لكنه للاسف، لم يخرج عن ثقافة بيانات الحكومات السابقة الا ببعض النبرات غير الوازنة، فقد دار في فلكها، واحتمى بالعموميات الاصلاحية، واستند الى كتاب التكليف كما هي العادة.
سينال الرئيس وحكومته الثقة، وسيسمع من النواب كلاما قاسيا ومطالب ثقيلة، لكن في النهاية هناك جبرية سلوكية اردنية تقول: ان الحكومة ستمر من تحت خشبة مسرح مجلس النواب.
انتظرت بيان الحكومة فجاء عاديا كسابقاته من البيانات، لكنني سأنتظر مناقشات السادة النواب، فهل ستختلف؟ هل سنخرج من عباءة العرمرمية الخطابية الى مرحلة تفكيك وتركيب مقولات الحكومة؟
لا اعتقد ان المشهد سيعيش انعطافا كبيرا، ستتكرر ذات السيناريوهات السابقة، الجعجعة وغياب الطحن، وسيدرك الجميع ان الشرخ بين المؤسسات والمواطنين عميق وكبير واخشى انه سيصير الى مرحلة البنيوي.
هذه الحكومة جاءت بعد اسقاط سابقتها، تفاءل الناس برئيسها بداية، ثم صدموا بعد التشكيل الذي اختاره والذي ضم قرابة 15 وزيراً من الحكومة السابقة.
الرئيس يعرف ذلك تماما، فهذا عبء من جهة، ومساند له امام النواب من جهة اخرى، لذلك نراه يحاول اجتراح آليات شعبوية تساعده على المرور والبقاء.
تحدث عن تخفيض النفقات، ومراجعة العبء الضريبي، وترشيق الوزارات والهيكلة، وحوار حول قانون الضريبة، لكنه لم يقترب من النهج، لم يشتبك مع العهد القديم في ادارة الملف الاقتصادي.
لو كان مختلفا، لأعلن بوضوح نهاية عهد الضرائب، وقال كفى للمؤسسات الدولية، ووضع بديلا على سكة الاقتصاد معتمدا أسسا مختلفة تحاكي خصوصية البلد.
الرزاز اكتفى بما هو مرسوم لحدود ولايته العامة، فحين تحدث عن السياسة الخارجية، أقر باستئثار الملك بها، واكتفى بعبارات عابرة مكرورة.
مع كل ذلك، اجزم ان حكومة الرزاز ستكون نظيفة اليد، وأشكك في قدرتها على منع الفاسدين من خارجها، واجزم عدم اقترابها من الفساد القديم، لذلك نقول إن بيان الحكومة لا يختلف عن الماضي، ولم يستغل الظروف التي جاءت بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى