«اسرائيل» تتجسس على الجميع / عمر عياصرة

«اسرائيل» تتجسس على الجميع

لم أتفهم صدمة البعض الناجمة عن القبض على المخرج والممثل المسرحي اللبناني المعروف زياد عيتاني بتهمة التخابر مع “الموساد” الإسرائيلي.
المصدومون يستغربون ان يتجسس الموساد على شخصيات لبنانية سنية من وزن وزير الداخلية الحالي وأحد المقربين من سعد الحريري، نهاد المشنوق، والثاني، هو الوزير السابق عبد الرحيم مراد، الناصري في توجهه، من خلال نجله حسن، الذي صادف أنه من معارف المخرج، المتهم.
لا غرابة في ذلك، فالموساد لم يتغير، ولا زال يعمل على ذات الوتيرة الثقافية الامنية التي لازمت قيام دولة الاحتلال الاسرائيلي، فجميع من في المنطقة المحيطة بهم، هم اعداء محتملون، او اصدقاء رغم انفهم، فلابد من مراقبتهم، والعمل على ضمهم لمصيدة خدمة اهداف الصهيونية.
صحيح انهم يركزون على «الاعداء الاشرس»، كحزب الله في لبنان ورموزه السياسية والعسكرية، الا انهم لا يفوتهم مراقبة السنة، ومعرفة بماذا يفكرون، فالجميع اعداء محتملون، واغيار يجب مراقبتهم، ومن يعتقد ان دولة بني صهيون مطمئنة لأي كان فهم واهمون، فلن تفوتهم الفرصة للتجسس على ترامب، او على زعيم الاغلبية اليهودية في الغرب.
التجسس، والتجنيد عن الموساد، من معانيه، تقوية كل الخيارات المتاحة وتنويعها، ففي حالة لبنان مثلا، يمكن تفعيل استراتيجية الاغتيالات، والتحريض، والحرب الاهلية، فكل ذلك يحتاج الى اختراق افقي وعامودي لكل القوى في الصعيد اللبناني.
هناك تفصيلات في قصة عمالة المخرج اللبناني زياد عيتاني لا زالت مجهولة، والتحقيقات ستكشف الكثير حولها، واتمنى ان يخرج اللبنانيون، وكل العرب، بقناعة ان «يد اسرائيل» قادرة وطويلة.
فرغم تناقضاتنا الذاتية العميقة «السنة والشيعة» الا ان هناك اذكاء للفتنة ومستفيد وحيد ثالث هو دولة الاحتلال بمشروعها التوسعي الاستعماري المتنامي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى