مشاعر إلكترونية / طارق آل سعيفان

مشاعر إلكترونية
لماذا نشعر بأننا نعيش في دنيا غريبة؟
أظن بأن السبب هو عدم وجود من يتقبل أفكارنا في محيط المجتمع الذي نعيش فيه، فلو نظرت إلى من يعملون معك تجد بأنهم ينشغلون عنك بعالمهم الخاص، الذي نسجوه من أحلامهم التي يتمنون أن تتحقق لهم في القريب العاجل، ولو جلست في بيتك، لوجدت أن جميع أفراد أسرتك لديهم الكثير من الأعمال الإلكترونية التي يتعذرون بها عنك، سواء كانوا صغارا أم كبارا، فنحن اليوم نسكن في دواخل الأجهزة الإلكترونية، حتى أننا نستطيع الجزم بأن مشاعرنا وأحاسيسنا قد أصبحت لا تتضمن أي قيّم أو صدق، فهي تقوم على أنماط إلكترونية تقليدية ليست تنبع من القلب بقدر ماهي مجاملات وما إلى غير ذلك من منافقات إلكترونية، ومن جهة أخرى فإن المتأمل في أفراد المجتمع الذين يسيرون في الطرقات أو في الأسواق، يجد بأنهم قد باتوا مثل الكائنات الحية التي تسير بلا قلوب، كأنها مخلوقات جامدة تتحرك فقط بأوامر إلكترونية، تسير وفق عشوائية ليس للوقت عندها أي أهمية، فلكل همه الذي يشغله، ويبعده عن الواقع، ولعلّ مادية الحياة التي نعيشها هي من جعلتنا ننطلق نحو الاهتمام بالمظاهر الخارجية، دون الشعور بلذة الروح المنبثقة من وجود العالم الإنساني، القائم على الألفة، والتواصل الاجتماعي الفعلي، وليس الشكلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى