إغتالوا شخصيتي …. / المحامي حاتم خليل الشوبكي

إغتالوا شخصيتي ….

في الأسبوع الماضي ركبت مع سائق تكسي .. شاب حليوة و مدقدق … شغال على جميع الأصعدة … يده اليمنى على الستيرنج و تحمل السيجارة و يده اليسرى تحمل الموبايل … و الكرسي راجع مثل كرسي دكتور الأسنان … الزلمة كان محطم و هو يستمع لأغنية ” كتاب حياتي يا عين ” … شو في ؟؟؟ شو إلي صاير معك ؟؟؟ جاوبني بحدة مع طعجة في الفم … نحن نتعرض لإغتيال الشخصية .. و السبب كريم و أوبر …
على الإشارة … بائع دخان مهرب و مبرد … يتنطنط بين السيارات … فجأة كبسوا عليه الجمارك … صادروا كروزات الدخان التي بحوزته … و بدأ بالصراخ … و الله هاظ إغتيال للشخصية …
في المحكمة … تاجر جملة وجدوا عنده كراتين سمك فاسد … و حكم بالحبس … المواطن الصالح المكلبش يتبعه مدير مكتبه مصرحا … هادااا … الحكم الهدف منه إغتيال شخصية المعلم …
في الطريق… صادفت صديق لي … و بدأ بالتذمر و الشكوى … إبني تم فصله من الجامعة … و على إيش … بس لأنه كان يشحط داخل الجامعة.. طيش شباب … مستاهلة !!! صدقني هذا التصرف فيه إغتيال لشخصية إبني … يعني ” أبو ريالة ” صار عنده شخصية و تم إغتيالها …
في المساء … شاهدت جمعا من الناس يحيطون بفتاة تتقن جميع فنون الردح …
تتهم إحدى السيدات بالإساءة لها و تشويه سمعتها … و بعد مد و جزر أنهت حلقة الردح قائلة لها … ” أنا عارفة … ما بترتاحي حتى تغتالي شخصيتي ” …
المغمور أصبح يتحدث عن إغتيال الشخصية …
النكرة أصبح يشكو من إغتيال الشخصية …
التاجر الفاسد أصبح يعزف على وتر إغتيال الشخصية …
المعارض المتلون أصبح يرتدي رداء إغتيال الشخصية متى شاء …
الإعلامي المأجور أصبح يبرر عهره الإعلامي بنظريات إغتيال الشخصية …
مصطلح إغتيال الشخصية أضحى مطية يسهل ركوبها بالمجان …

حمى الله الأردن

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى