أمجاد هردبشتية / يوسف غيشان

أمجاد هردبشتية
يعنيني المجد .. طبعا ، لكنّي أعترض قليلاً على قصّة المجد التليد هذه ، التي نزقّها في كلّ شيء .. من نشيد (موطني ) إلى (نحن الشباب) ، مروراً بقصيدة (بغداد يا بلد الرشيد ) التي أضافوها إلى جميع المقرّرات في جميع الصفوف الابتدائية والإعدادية وبعض الثانوية.
ما هو المجد التليد ؟ وبماذا يختلف عن المجد الحاف ، أو المجد المخلّد أو غيرها من أنواع الأمجاد التي نرشّها على أنفسنا كلّ يوم ، ونحن نشخر بعرانيننا في السماء .. على إيش؟؟ مش عارف .
لن أكلّف نفسي عناء البحث عن معنى التليد في القواميس ، فلا بدّ أنّهم حبكوها تماماً هناك ، وابتكروا لها اشتقاقات وأوصاف ونعوت ، حتى تحوّلت إلى (لوغو LOGO) لا يمكن استخدامه إلاّ مع المجد العربي تخصيصا ، فلا يحق لأنشتاين أن يفخر بمجده التليد ، ولا أديسون ، ولا شكسبير ولا داروين ولا أرسطو ولا جنكيز أيتماتوف ، ولا ولا ولا ولا ولا..إلخ .
ومن دون الخوض في التفاصيل اللغوية والبيانية ، فإنه من الواضح أنّ المجد التليد إشي
( واو) و( طقع ) على رأي الشبيحة ، لدرجة أننا يمكن أن نسمّي مجدنا التليد – ما غيره – بالمجد الواو أو المجد الطقع ، ونحن كلنا راحة بال بأننا لا نبالغ ولا نتفشخر ولا نتباهى بما ليس فينا .. فنحن طقع من الآخر بلا شك ، ما دام مجدنا تليداً وأكلُنا (جميدا ) ، وصبيّنا تخرّ له الجبابر (سجوداً) ونحن أنضرُ الناس( عوداً ) و( أعرب ) الناس لساناً ممدودا .
قالوا لفنانة من نوع الهشّك بشّك لو جاءك سانت كلوز أو بابا نويل ماذا تطلبين منه ، فقالت:
– زيه زي غيره .. (400) دولار !!
من كتابي(هكذا تكلم هردبشت)الصادر عام2011

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى