أكلهن البسّ!

مقال الخميس 13-4-2017
النص الأصلي
أكلهن البسّ!
لم تكتفِ النائب ديمة طهبوب بتوجيه سؤال إلى الحكومة بل حوّلته – هداها الله- إلى استجواب..هذا السؤال يدور حول موضوع قديم ومبلغ زهيد لا يستحق كل هذا البحث وهذا “النقّ ” على الحكومة الحساسة المرهفة التي أصلاً تشعر بالدوخة والدوار والغثيان من أدنى مسألة تتعلق بسمعتها من حيث الشفافية والنزاهة فكيف إذا كانت الأسئلة محرجة وملحّة..
استجواب الدكتورة ديمة طهبوب للحكومة كان حول سلفة حكومية إلى جهة مجهولة تعود إلى عام 2000 بعد الميلاد وليس قبل الميلاد ..يعني قبل 17 سنة تقريباً ، هذه السلفة كانت بقيمة 272 مليون دينار فقط ولم تحدد الحكومة آنذاك الجهة التي استلفت المبلغ ولا الغاية التي تم “هَفــّـُّه” لأجلها..كما لم نعرف إن كانت فعلاً جهة أم شخص أم شخص بحجم جهة أم جهة على هيئة شخص..المهم أن المبلغ المذكور (272) مليون دينار لم يسدّد حتى الآن كما لم يسدّد أيّ جزء منه ولم نعرف المستقرض أو “المتسلبط” ، كما لا يوجد في تقارير ديوان المحاسبة جدولة أو نية لجدولة هذا المبلغ الذي خرج ولم يعد إلى الخزينة ومع ذلك تصرّ الدكتورة طهبوب على معرفة مصيره أو مستدينه!.
عتبي عليك يا دكتورة ديمة كبير جدّاً..أولاً القصة “مش مستاهلة”..نحن نعيش في بيئة آمنة وعائلة واحدة إن شاء الله..يعني أين سيذهب المبلغ؟ أكيد موجود..يا “بين الفرشات” أو “بالساطرة” أو “واقع بالنملية” أو “سحلن بين المخدّات”..المبلغ موجود فاطمئني باختصار لأنه رزقة حلال..
أنا لا أتكلّم ذلك لأهدئ من روعك أو لأكسّر عليك أبداً..أنا أتكلّم من خبرة ودراية و”ياما مرّ عليّ حالات”..مثلاً قبل ثلاثة أسابيع فقدت “جوز زغاليل من الطواقي ” ..قلبت الدنيا وأنا أبحث عنه، تفقدّت السياج إذا ما كان أي من صبيان الحارة قد تسلل وخطفهما فوجدته حصينا ومرتفعاً صعدت إلى بيت الدرج الى “خم الجاجات” الى “طواقي الجيران”..في نهاية المطاف وجدته! نعم وجدت جوز الزغاليل!! ..صحيح وجدت الريش والرجلين و”زقم الزغلول” لكن الحمد لله لم يذهب تعبي هباء عرفت ان قطّا جائعا “حاب يتزفّر” فتناولهما..هل أجعل القطّ يسطو على حمام الجيران لا سمح الله؟ أو يتمسكن لجاري اللحام ويكسر نفسه من أجل “شقفة شبطة”؟؟ أبداً والله!…صحّة وعافية عنده ولا عند غيره …فلذلك اطمئني المبلغ موجود بالحفظ والصون ان شاء الله لأنه في تاريخ بلدنا لم يذهب قرش واحد في بطن أحد والحمد لله ولا يوجد بيننا فاسد او سارق او ساطٍ على المال العام …لكن كل ما في القصة أن من أخذه ربما نسي إعادته أو لم يهتدِ الى طريقة سداده أو ربما الآن يشغّله لنا على طريقته والــ”272″ مليون أصبحن بالحلال ربما 500مليون فهو لصالحنا ان شاء الله..
كما يجب أن نحسن الظن بالناس يا دكتورة..من أخذ هذا المبلغ من المؤكد انه كان مضطراً، ونسي أن يخبرنا من السرعة عن اسمه او نيته وكثير ما حصل ذلك بقصص السلف الصالح وأعادوه بعد حين …تأكدي أن أصله سيردّه في يوم من الأيام ويعيدها للخزينة..ثم أن الحديث الشريف يقول: ” مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ” لذلك دعينا نحتسبه تفريج عن كربة وبحسنة هذا المجهول سوف ييسر الله للخزينة المليارات ..
ويا ستّي على أسوأ الأحوال إذا ما رجعن اعتبري “أكلهن البس”..ليش ما عمرك شفتي “بسّ بيوكل ملايين”؟! أنا بعرف “بسّ أكل 500مليون” ع نفس واحد!!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. قبل فترة جابولنا واحد بهدلنا كلنا وقال انكم تحدثتم عن الباص السريع ولم يصرف من المبلغ المرصود الا اقل من مليون يعني الزلمة كان يقول لنا بالعقل اننا رعاع ولا نفهم واننا بحاجه الى 5 باصات سريعات . وديلك واحد لا يكونوا المصريات هناك

  2. هههههههههههههههههه ههههه ههههههه
    بزياد رطلين( كونه دين ) بسيطه اذا كانت على هالدينه الدكانه اللي بحارتنا عندها دفتر ديون
    من قبل ما تفتح اصلا
    بلا ديون المصلحه ما بتمشي
    بعدين كونها دينه ميته انا بقول نوخذ فيها بضاعه اذا ما معه يسد نقدي

  3. علاقة طردية
    تعلمنا في المدارس كلما زاد شئ وزاد ما يقابله او يتصل به شئ آخر فانها تسمى علاقة طردية والعكس كلما زاد شئ ونقص ما يقابله او يتصل به فانها تسمى علاقة عكسية ، وبما ان الامانة ماضية في حملة النظافة في يوم معين فان على الامانة ان تحاول ان تنظف المفاهيم الاخلاقية قبل النظافة لان النفايات لم تاتي من كوكب او بلد آخر وانما من نفس المواطنين الذين سيقومون بعملية النظافة ، كيف تطلب من مواطن ان ينظف شارع بيده اليمين وهو بالاصل يرمي علبة بيبسي او ورقة فاين او باكيت دخان بيده اليسار ، كلما نمت الاخلاق والعادات الاجتماعية الحسنة زاد وعي المواطن واعتدل سلوكه والعكس صحيح ، اذا اردتم من المواطن ان يكون نظيفاً أعطوه نظافة العدل والمساواة في الحقوق ، اذا اردتم أن يكون المواطن فعلاً أعطوه ما له من حقوق ومكتسبات حتى يعطي ما عليه فالعلاقة طردية بين الحقوق والواجبات ، اذا اردتم ان يكون نزيهاً أعطوه نزاهة واقعه ، اذا أردتم ان بكون المواطن عفيفاً فاعطوه ما يكفيه ، والا ستكون العلاقة عكسية وسنتشر الظلم والفساد والسرقة والرشوة والقتل وفساد الشوارع والاخلاق واستهتار بحياة البشر والممتلكات العامة !
    أعطوه درساً كيف تم القاء القبض على الفاسدين وجلب المتنفذين المارقين وكف يد المستوزرين !
    اذا لم تعجبكم دروس نبي الامة وعمر بن الخطاب وابن عبدالعزيز فلكم قدوة في مهاتير وأردوجان وكثير من معاصرينا …

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى