“أقرع وقع عمسلّخ” / د . محمد شواقفة

“أقرع وقع عمسلخ”

حدثني احد العظماء و هو ابي عن ادبيات الحوار…. فقال لي ولم اسمع له : يا ابني ، فكك من هالسواليف…. كل عمر هالحال مايل و لا تظن انه النقاش راح يجيب نتيجة…. وقد وافقته على الجزء الثاني من النصيحة و لكن لفت انتباهي يقينه بان لا فائدة من النقاش…. و هو صاحب الرأي السديد و الصفحة البيضاء ….
سألته مستهجنا كيف تمكن اليأس منه و حطم آماله…. اجابني بكلمة واحدة: المتحذلقين…. لم افهم فعلا من هم هؤلاء ؟!!!
كنت أظن انني اعرف من هم و لكنني أدركت انني لم اقترب من معرفة من هم هؤلاء…. فسألته مرات عديدة كيف نتعامل معهم…. كان يبتسم و يقول لي ببساطة: ليس لهم حل الا ان تتجاهلهم… و ينهي الحديث بقوله تعالى: ” و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما “…..
من اين يظهرون و لماذا يتنطحون لكل رأي بنفس الكلام الفارغ الممجوج و الذي لا معنى له… تهمهم جاهزة و اغتيالهم للشخصية معلب و ردود افعالهم قص و لصق…. و لا يتورعون عن جرك لنقاشات بيزنطية لا فائدة منها …. و لك ان تحترم اصدقاءك و متابعيك او غيرهم من الزوار فلا تنخرط في مهاترات قد تنتهي
باللعن و السباب و كلام يلوث مسامع و ذائقة المتلقين….
قبل يومين تنطح احدهم بنصائح لنا بالهجرة و تسليم الجواز و كأنه يملك حق توزيع صكوك الغفران… و آخر لا يقل ذكاء عن رفيقه يتحدانا بأن نكون في ميادين الاعتصامات كونه رفيق مناضل و نجل شهيد سابق…. و آخر يتباكى على ما آلت له الأحوال و كل اللوم حسب تحليله على كل من ينتقد النظام او الاداء الحكومي…. و آخر يهاجمنا لاننا سبب كل مشاكل البلد من فساد و محسوبية و ارتفاع الاسعار و حتى اعتقالات الرأي….
ذكرتني هذه الحال باثنين دخلوا السوق على ظهر جمل اجرد الظهر…. لفقر حالهم و سوء مآلهم …. فراح احدهم يصيح من يقرضني ذرة و طحين…. لم يرد عليه احد… بل و باتوا يتندرون عليه…. كان صاحبه الذي كانت حاله أسوأ لانه يجبر على الركوب من الخلف…. فينزلق كلما تحرك الجمل…. كلما قال رفيقه: من يقرضني ذرة و طحين…. فيقول : و انا الكفيل…..

“دبوس عالمتحذلقين”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى