أحمد ذوقان الهنداوي يكشف عن رسالة سرية لوالده … صورة

سواليف – رصد

تحت عنوان … ” الكنز الذي لا ينضب ” كتب أحمد ذوقان الهنداوي على صفحته عن حادثة وصول رسالة سرية من والده إليه عبر خاله السيد سامي الحمود .
وحسب ما كتب احمد ذوقان الهنداوي في منشوره على صفحته على الفيسبوك فإن الرسالة كتبها والده المرحوم ذوقان الهنداوي يوم كان يشغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني عام 1989 ، وصلته من خاله سامي الحمود خلال زيارته للأردن .
وكتب احمد ذوقان قائلا :

خلال زيارتي الأخيرة لوطني الحبيب، إتصل بي الخال العزيز سامي الحمود وأخبرني بأنه يحمل لي شيئا خاصا ذا قيمة عاطفية كبيرة، ويريد أن يسلمه لي… فرحبت بقدومه كما هو دوما… وعندما جاء، مد يده لي وهي تمسك بورقة صغيرة محفوظة ومطوية بعناية فائقة… استلمتها وأنا بشوق ولهفة لأطلع على محتواها… فتحتها ببطء…أول ما لمحته فيها كان محفورُ التاج الملكي الذي يزين أعلاها… وما أن وقع ناظري على أول حرف وكلمة فيها حتى بدأ القلب يخفق بشدة… وأخذت يداي ترتجفان… فقد أدركت بأنها مخطوطة بيد أغلى الناس، والدي رحمه الله… أخذت أقرأها وأنا أحتبس الدمع في مقلتيّ… أقرؤها ببطء شديد… كأنما رغبت بألا تنتهي، على علمي بمحدودية كلماتها، وذلك لعظم شوقي وحنيني له رحمه الله… كنت أقرأها، ولكن يخيل إلي بأني أسمعها بصوته الدافيء الأجش رحمه الله… حاولت جاهدا بأن أخفي مشاعري عن الخال الحبيب الذي يجلس أمامي… أنهيت قراءتها ولكني لم أستطع التفوه ببنت شفة بعدها… ولا كلمة واحدة… ولا حتى همسة… ساد الصمت لدقائق وأنا أحاول أن أستوعب ما قرأت وأضعه في نطاقيه القيمي والزماني الملائمين…

كانت مخطوطة بيد والدي رحمه الله، وخلال توليه رئاسة الديوان الملكي الهاشمي العامر عام 1989، وموجهة للخال الحبيب سامي وهذا نصها:

14705819_10154044578492496_2220103345198509697_n

” الخال سامي

أنا بحاجة لمائتي دينار على الأقل من أجل دعوة مفاجئة في منزلي لسيادة الشريف رئيس الوزراء… أكون ممتنا لو سلمتها للسائق محمد … مع الشكر

ذوقان
6/19 “

وعلّق احمد ذوقان الهنداوي على الحادثة فكتب …

لم أعِ ماذا يمكن أن أقول… فذوقان سالم باشا الهنداوي، ابن شيخ العشيرة والوزير ونائب رئيس الحكومة لثلاثين عاما، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر في حينه، يطلب من ابن أخولته “قرضة” مائتي دينار لاستكمال مصاريف دعوة مفاجئة لسمو الأمير زيد بن شاكر رحمه الله… مخصصات الديوان الملكي الهاشمي العامر ومخصصات رئيس الديوان تحت تصرفه… يمكنه الصرف منها بوجود مبرر أو بدونه… ودعوة يمكن أن تصبغ وتصنف بسهولة على أنها “رسمية”… إلا أنه يأبى أن تمتد يداه للمال العام المؤتمن عليه… لأن منظومة القيم التي غرسها وجذرها في نفسه، والتي تستند لمخافة الله أولا والإستقامة والنزاهة والشرف ثانيا، تأبى عليه وتمنعه من القيام بذلك… لم أستطع المحافظة على رباطة جأشي وأخذت الدموع تنهمر رغما عني…

وبعد أن تمالكت نفسي واستجمعت ما بقي لي من الجأش هممت بسداد المبلغ، إلا أن الخال الحبيب حلف أغلظ الأيمان رافضا سدادها وأنه لم يأت لهذه الغاية… فقد امتنع عن إخباري عن موضوع المخطوطة وبقي حافظا لها طوال ما يقارب الثلاثين عاما في جيبه القريب على قلبه كي يبقى المرحوم وتبقى ذكراه محفورة في قلبه… وأنه ارتأى بأن يعيدها لي بعد مرور السنون وقد مر من العمر الكثير وذلك لقيمتها العاطفية العظيمة لديه… أطال الله في عمرك الخال الحبيب وأمدك بموفور الصحة والعافية…

ولك يا أغلى الناس أقول… ستبقى لي، وكما كنت دوما، مدرسة حتى بعد وفاتك…فعملك الصالح وسمعتك الطيبة ومحبة الناس لك وإرثك ومنظومة القيم التي غرستها فينا… كانت وستبقى…. كنزنا الذي لا ينضب…

رحمك الله يا أحب وأعز وأغلى الناس…

إبنك المحب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله يرحمه لقد كان مثالا للنزاهة والاستقامة ، في زمن كان النهب هو سيد الموقف

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى