كان عندي غزال / علي الشريف

كان عندي غزال

انشغل الناس خلال اليوم الماضي بقصة الغزلان التي سرقت من محمية دبين … حتى انهم تناسوا كل المصايب والاحداث التي نراها في كل اصقاع الوطن العربي ..
انا للان لا اعرف سر الانشغال فللامانه انا لاول مرة اعرف ان في الاردن غزلان وتسرق بالمئات وتخرج من منطقة اسمها المحمية مما يعني ان هناك من يحميها وتختفي فجاة ودون سابق انذار..ثم يعلن انها سرقت ..بعد حين من الزمان.
لم يتوقف الامر عند الغزلان فقد انتشر خبر عن سرقة عدد من كيلوات الرصاص … والامر اعتيادي يا اخوان فرصاص على وزن بوتاس وقبل ذلك سمعنا عن سرقة الكهرباء …وسرقة المياه ..وسرقة المقدرات وسرقه المسروقات حتى انا سرقوا بيجامتي عن حبل الغسيل …فلما الاهتمام بالغزلان اذا كانت هناك اوطان سرقت…واوطان تسرق يعني وقفت الدنيا على شقفة غزال …
لماذا نتهم البعض بسرقة الغزلان الا يمكن ان يكون الاسد الهارب الذي سمعنا مسبقا عنه قد زلط الغزلان…ولماذا نتهم الناس بسرقة الكهرباء الا يمكن ان يكون هناك تهريب كهربائي وصل حد الصحراء فانارها … الا يمكن ان يكون هناك تسريب مائي مثلا روى مزارع وادار مصانع…
دائما نشكك بكل شيء وكل شيء عندنا موضع اتهام…. ولو كان الامر صحيحا لتم محاسبة القائمون على المحمية او شركات الكهرباء او المياه …ولربما تم الاعلان عن زجهم بالسجن عشرات السنوات …ولربما قريبا سنسمع بفتخ تحقيق بقضية الغزلان الشاردة.
لماذا نشكك بكل سواليف الحكومة حتى في قصص محاربة الفساد وحربها عليه صحيح ان الحكومة لخمتنا ولخمت اهالينا وجرمتنا ولحمتنا لكن الاصح ان الحكومة تحارب الفساد بالسيف ولا تالوا جهدا بالضرب على مكامن الفساد لكن المصيبة فينا نحن “كل ما الحكومة زقطت فاسد بنطلع نطالب بالافراج عنه ..وان تازم الوضع بنصير نحرق عجال…وان ازداد تازما بتنسرق الغزلان ..
صراحة لنتوقف عن الاتهام فمن الممكن ان يكون احد الاشخاص قد احتاج ان يدفع قسط السيارة فباع غزالا … ربما كان يريد ان يبني فباع غزالين… ومن المحتمل ان. تكون الغزلان قد تم جلتنتها بورق سلفان وراحت هدايا .. من باب الكرم والجود… طيب قبل فترة الم يحدث مذبحة غزلان في بلادنا من قبل ضيف وسكتنا .
لا تزعلوا على الغزلان يا اخوان لو ماتت لو ضاعت لو اكلها الاسد او الضبع لو صارت زرب او طبخوها على مقلوبة او منسف لو شوها او حشوها او سلقوها فانا شخصيا لن ازعل ….. لاني ذات يوم كان عندي غزال ورحل وبعده تعقمت كل غزالات العرب .
كان عندي غزال … فرحل ورحلت معه عيون المها ورحل الدمع والاهات وانحنى الورد وسنابل القمح لم تعد ترفع راسها حتى ندى الصبح اصبح خجولا والسماء ما عادت تبكي مثل ما كانت والارض لم تعد تروى كما تريد.
كان عندي غزال .. كان جميلا يحب الارض ..ويحب الناس ..كان قنوعا ..ولم يكن يوما عبوسا رؤياه تسر الناظرين ولونه الاسمر كان يعطينا الامل وحب الحياة …كان ياكل من ارضنا ويشرب من مائنا ويتعب مثلما نتعب … يغضب لنا ونغضب له …
غزالي كان مقطوع وصفه وكان فوق وصف الوصف لا يوصف واسمه وصفي ومن بعده يا اخوان صار الكل احول وكل قرد بعين امه غزال …لا تعتبوا فما دامت الارانب في بلادنا كثيرة ما حاجتنا للغزلان …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى