سواليف – یبدو أن شركة غوغل تحاول إرضاء جمیع الأطراف فیما یتعلق برسم الحدود في تطبیق خرائطھا، حیث لوحظ أنھا تغیر رسم حدود بعض الدول تبعا لمن ینظر إلى تلك الخرائط.
فلأكثر من سبعین عاما تتنازع الھند وباكستان السیطرة على منطقة كشمیر الجبلیة، وخلال تلك المدة قتل الآلاف في الصراع بین الجانبین.
لكن مع ادعاء كل دولة أن المنطقة تتبع لھا، فإن متصفح الویب في الھند قد یكون معذور عندما یعتقد أنھا تمت تسویة النزاع تماما حیث تظھر لدیھ الحدود على خرائط غوغل أن كشمیر تخضع تماما للسیطرة الھندیة.
لكن في أي مكان آخر في العالم تظھر حدود المنطقة بخطوط متقطعة إقرارا بأنھا متنازع علیھا.
تقول صحیفة واشنطن بوسط التي أوردت الخبر على موقعھا الإلكتروني إن مھمة شركة غوغل تتمثل في “تنظیم معلومات العالم”، بحسب غوغل، لكنھا أیضا تنحني لرغباتھ. فمن الأرجنتین إلى المملكة المتحدة إلى إیران، تبدو حدود العالم مختلفة حسب المكان الذي تشاھدھا منھا، وذلك لأن غوغل -وغیرھا من صانعي الخرائط على الإنترنت- تغیرھا بكل بساطة.
ومع امتلاكھا حوالي 80 % من حصة سوق خرائط الأجھزة المتنقلة وملیار مستخدم، فإن لخرائط غوغل تأثیرا كبیرا على تصور الناس للعالم، بدءا من اتجاھات قیادة المركبات إلى مراجعات المطاعم إلى تسمیة مناطق الجذب إلى الفصل في حروب الحدود التاریخیة.
ولا یتأثر صنع القرار بما یتعلق بالخرائط في غوغل بالتاریخ والقوانین المحلیة فقط، ولكن أیضا بنزوات الدبلوماسیین وواضعي السیاسات ومدیریھا التنفیذیین، كما یقول أشخاص مطلعون على الأمر لصحیفة واشنطن بوست طلبوا عدم الكشف عن ھویتھم لأنھم غیر مخولین لمناقشة العملیات الداخلیة للشركة.
لكن مدیر المنتجات في خرائط غوغل إیثان راسل تقول إن “ھدفنا دائما ھو توفیر خرائط أكثر شمولا ودقیقة قدر الإمكان استنادا إلى الحقائق الأساسیة”.
وأضافت في بیان أرسلته عبر المتحدثة باسم الشركة ویني كینغ إلى الصحیفة “نحن لا نزال محایدین بشأن قضایا المناطق والحدود المتنازع علیھا، ونبذل كل جھد ممكن لعرض النزاع بشكل موضوعي في خرائطنا باستخدام خط حدود رمادي متقطع. وفي الدول التي لدینا فیھا إصدارات محلیة من خرائط غوغل، نتبع التشریعات المحلیة عند عرض الأسماء والحدود”.
ومن أمثلة ازدواجیة الحدود التي تظھر في خرائط غوغل تبعا للمكان الذي یشاھدھا فیھ المستخدم خریطة المملكة المغربیة، حیث تشمل الحدود للمشاھد داخل المغرب منطقة الصحراء الغربیة المتنازع علیھا، لكن من خارج المغرب یظھر خط متقطع یفصل المغرب عن منطقة الصحراء الغربیة.
ومثال آخر ھو شبه جزیرة القرم، حیث یرى المشاھد من داخل روسیا شبھهالجزیرة مفصولة بخط متصل عن أوكرانیا مما یوحي أنھا خاضعة للسیطرة الروسیة، لكن المشاھد للخریطة من أوكرانیا أو أي دولة أخرى سیشاھد شبھه جزیرة القرم مفصولة بخط متقطع عن أوكرانیا بمعنى أنھا منطقة متنازع علیھا.
یذكر أن آبل -فیما یبدو أنه نتیجة ضغط من موسكو- أعادت مراجعة خرائطھا العام الماضي لتظھر شبه جزیرة القرم منطقة تتبع روسیا عند النظر إلى الخریطة من داخل روسیا.
وقد أثار ھذا التغییر غضب المسؤولین الأوروبیین الذین دانوا ضم روسیا لشبه الجزیرة، واعتبرت أوكرانیا أن ھذا الفعل یضفي شرعیة على ما وصفته “بالاحتلال غیر القانوني لشبه جزیرة القرم من قبل الاتحاد الروسي”.
ومن أمثلة ھذا التأثیر ما أثارته غوغل قبل نحو أربع سنوات عندما دان صحفیون فلسطینیون “مسح” غوغل لفلسطین من خرائطھا، لكن غوغل اعتادت على وضع خط متقطع حول منطقة الضفة الغربیة وقطاع غزة مع تسمیة كامل الخریطة باسم “إسرائیل”، والأمر ذاته تفعله خرائط آبل وخرائط بینغ لشركة مایكروسوفت، باستثناء أن خرائط بینغ تُظھر كلمة فلسطین فوق منطقة الضفة الغربیة.
الجزيرة نت