يوميات شاقة للحصول على الغذاء والخبز في غزة / شاهد

#سواليف

أصبح الحصول على #الغذاء في قطاع #غزة ضربًا من ضروب الخيال، مع استمرار #أزمة_الجوع في وسط القطاع وجنوبه، في ظل استمرار #الاحتلال منع إدخال #شاحنات #المساعدات، وانتشار #اللصوص وقطاع الطرق.

ومنذ أسابيع ينام الصغار والكبار في غزة جياعًا، وأضحى الحصول على الخبز والطعام أمرًا صعبًا في ظل استمرار حالة التجويع والحصار المطبق، في ظل الإبادة المستمرة، في حين بات #الجوع السلاح الأشد فتكًا في نظر الغزيين.

ووفق رصد مراسلنا فإن #أزمة_إنسانية ومعيشية خانقة تعصف بمناطق وسط وجنوبي قطاع غزة حيث يتكدس قرابة ثلثي سكان القطاع الذين اجبروا قسرًا على النزوح إليها بدعوى أنها إنسانية، نتيجة منع #الاحتلال تمرير المساعدات وإدخال البضائع وانتشار #اللصوص و #عصابات في #طريق_الشاحنات القليلة التي يسمح الاحتلال بإدخالها عبر معبر كرم أبو سالم.

مقالات ذات صلة

وما زاد الأزمة تعميقًا، هو استمرار إغلاق معبر رفح منذ أكثر من 6 أشهر على التوالي، فيما تؤكد التقارير الأممية والحقوقية أن ملامح #المجاعة الحقيقة ظهرت نظرًا لغياب الأساسيات من الأسواق، كالطحين والخضروات، وغيرها.

لا دقيق في أسواق غزة

وما زاد المشهد قتامة وسوداوية، هو غياب الدقيق من الأسواق، والذي يعد السلعة الأكثر أهمية وضرورية في البيت الفلسطيني، غيابه رفع سعره بشكل لا يستطيع الناس شراءه، فوصل ثمنه حسب مصادر لمراسلنا إلى أكثر من 150 دولارًا أمريكيًّا.

وأمام هذه الحالة، يضطر الناس للوقوف أمام مخابز قليلة في المناطق، لشراء ربطة من الخبز، يستدعي هذا الوقوف أكثر من 6 ساعات للحصول على بعض الأرغفة، في مشهد أقل ما يوصف أنه مأساة وقتامة.

ويترافق انعدام الدقيق وارتفاع ثمنه بشكل كبير جدًا، مع ارتفاع حاد في أسعار الخضروات والفواكه، فسعر كيلو واحد من الطمام يقارب 20 دولارًا، والبطاطس قرابة 30 دولارًا، والخيار 10 دولارات، والكوسا بمبلغ 10 دولارات للكيلو جرام الواحد، أسعار يصفها الغزيون بالباريسية، وأمامها يقفون عاجزين عن تدبير أمورهم اليومية.

15 دولارا لربطة الخبز

المواطن محمود الأسطل (55 عامًا) يقول لمراسلنا إنه يبحث يوميًّا عن الخبز لسد رمق أطفاله حيث ينزح معهم في خيمة بالية في مواصي خان يونس الساحلية، ليتفاجأ بسعر غير معقول للربطة الواحدة بمبلغ أكثر من 15 دولارًا.

يتمتم قبل أن يكمل حديثه، “مش قادرين ندبر الخبز، كيف بدنا ندبر باقي أمورنا، نحن في تجويع شديد، حصار خانق، نقتل، ونقصف، وننام بردانين، وجوعانين”، يواصل حديثه لمراسلنا.

يقسم أنه ومنذ أسابيع ينام جائعًا، ويؤكد أن ما يمكنه تحصيله من طعام يؤثر به أطفاله عن نفسه، يتابع: “أنا بتحمل الجوع، بس الأطفال شو ذنبهم، والله أيام كثيرة، ينامون جوعى”.

حالة الأسطل هذه، تشبه حال آلاف الفلسطينيين في مناطق وسط وجنوب القطاع، حيث لا دقيق ولا شيء يؤكل، وإن وجدوا ما يمكن أكله، فهو بسعر كبير وباهظ جدًا، لا تقوى عليه جيوبهم، في ظل استمرار حرب الإبادة، وفقدان الأعمال والوظائف.

أما المواطن محمود الحداد (37 عامًا) خرج ليشتري لأطفاله بعض الأرغفة من الخبز، ليجد رجلًا يبيع الرغيف الواحد بأكثر من دولار ونصف، ليقرر بعدها شراء بعض أقراص الفلافل.

يتابع: أكلنا الفلافل بأقراصه المعدودة بدون الخبز، ونمنا دون أن نشبع شبعًا تامًا، هذا حالنا كل يوم، نفكر ماذا نأكل وكيف سندبر أنفسنا.

وعند سؤاله عن الخضروات، تبسم ابتسامة آلم وحسرة، وقال لا نفكر فيها، الطماطم لم نذقها منذ 4 أشهر، وباقي الخضروات لا نستطيع شراءها، أسعارها عالية جدًا.

الغلاء الفاحش فوق الطاقة

أما المواطن عبد القادر المعصوابي يقول إنه كان يعمل سائق أجرة قبل بدء الحرب، وكان يدبر أمور بيته، إلا أنه خسر سيارته ومنزله في حرب الإبادة إبان الاجتياح الكبير لمدينة خان يونس.

يقول لمراسلنا: الآن لا نستطيع تدبر أمورنا، ولا شراء الطحين الذي بات سعره أكبر من طاقتنا بمراحل، وأما باقي الأمور والمستلزمات فهي بغلاء فاحش جدًا.

يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس التجويع الممنهج ضد السكان بعد فشله بتحقيق أهدافه من الحرب، عله يجد من يرفع الراية البيضاء، وهو واهم حسب المعصوابي.

وكثيرًا ما اتهمت جهات أممية الاحتلال الإسرائيلي بممارسة التجويع ضد سكان قطاع غزة كسلاح فتاك، وأنها تحرمهم أساسيات الحياة والبقاء.

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن التزامه بتقديم الاستجابة الإنسانية اللازمة في غزة، مشيراً إلى أن الإمدادات في وسط وجنوب القطاع تنفد. أضاف: بذلنا قصارى جهدنا لإدخال المزيد من المساعدات الغذائية لغزة، لكن الاستجابة الإنسانية للاحتياجات في القطاع توشك على الانهيار مع ازدياد خطر المجاعة.

ارتفاع حاد في أسعار المستهلك بغزة

ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعا حادا نسبته 19.84% خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي مقارنة مع شهر أيلول/سبتمبر.

ويعود السبب الرئيسي لارتفاع مؤشر غلاء المعيشة في قطاع غزة إلى ارتفاع أسعار معظم السلع نتيجة ندرتها جراء عدوان الاحتلال المستمر منذ أكثر من عام، وما يرافقه من حصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وخلال تشرين الأول/أكتوبر، بلغ متوسط سعر السميد 24 شيقلا/كغم، واسطوانة الغاز 680 شيقلا/اسطوانة 12 كغم، وعدس حب جاف 14 شيقلا/كغم، وحمص حب جاف 22 شيقلا/كغم، وفول حب 14 شيقلا/كغم، وفاصولياء ناشفة حب 10 شواقل/كغم، والبصل الناشف 96 شيقلا/كغم، والثوم الناشف 223 شيقلا/كغم، وزيت الزيتون 71 شيقلا/كغم، وزيت عباد الشمس 106 شواقل/3 لتر، والسكر 38 شيقلا/كغم، والدجاج 86 شيقلا/كغم، والبطاطا 66 شيقلا/كغم، والبيض 189 شيقلا/2 كغم، والملح 6 شواقل/كغم، والبرغل 10 شواقل/كغم، ومياه معدنية 4 شواقل/1.5 لتر، والقهوة 108 شواقل/كغم، وسمك البوري 200 شيقل/كغم، والمعكرونة 4 شواقل/350 غم، والديزل 57 شيقلا/لتر، والبندورة بيوت بلاستيكية 99 شيقلا/كغم، والكوسا 25 شيقلا/كغم، والباذنجان 27 شيقلا/كغم، وملوخية خضراء مفرطة 53 شيقلا/كغم، والفليفلة الملونة 65 شيقلا/كغم، وحبوب الأطفال (سيرلاك) 33 شيقلا/علبة 400 غم.

وعلى مدى 12 شهرا، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعا بنسبة 359% في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقارنة مع الشهر المناظر من العام 2023.

وأسفرت حرب الإبادة وعدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن استشهاد 44,056 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,268 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

إغلاق المعابر يفاقم الأزمة

وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، أن الأزمة تفاقمت بسبب إغلاق المعابر والاكتفاء بإدخال 20 إلى 30 شاحنة في اليوم الواحد، يتم سرقة نصفها من قبل عصابات تحظى بحماية من جيش الاحتلال. بالتالي، يصل إلى الأسواق القليل من البضاعة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الطلب وقلة العرض، بالإضافة إلى استهداف الاحتلال للمحال والأسواق التجارية وسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني.

وقال الثوابتة في تصريح صحفي إن “المنظمات الدولية فشلت في إدخال الدقيق إلى غزة”، متوقعاً أن “يكون هناك حل للأمر خلال الأيام المقبلة في حال ضغط المجتمع الدولي على الاحتلال”.

يضيف: “حتى اللحظة الأزمة كبيرة وحقيقية”، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يتعمد تأزيم الواقع الإنساني من خلال إغلاق المعابر ومنع تمرير المساعدات والطحين والمواد الغذائية.

وعن انعكاس الأزمة على حياة الناس، يوضح: “هناك مليونا نازح يعتمدون على المساعدات التي لا تدخل، ليجد النازح نصف وجبة كل ثلاثة أيام، وهذا يعمق الأزمة بشكل كبير”.

ولفت إلى وجود 3500 طفل دون سن الخامسة بحاجة لحليب الأطفال والمكملات الغذائية والحليب العلاجي، وهي غير متوفرة ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات، إضافة لاكتظاظ المستشفيات ونقص الغذاء والحليب.

وتطرق إلى ظاهرة سرقة المساعدات، مؤكداً أن الجهات الحكومية في غزة بذلت جهوداً كبيرة من أجل منع السرقة وملاحقة المجرمين، لافتاً إلى أن الاحتلال يمنح العصابات التغطية الكاملة من الطائرات لتسهيل سرقة المساعدات ومنع اعتقالهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى