يهود وحوش ينهشون طفلا فلسطينيا في الخليل

سواليف
الوقت كان قبيل مغيب شمس السبت الماضي حين خرج الطفل منتصر رائد أبو رميلة (10 سنوات) من منزله قاصدا محلا تجاريا على بعد عشرات الأمتار لشراء بعض الأغراض.

وبينما كان عائدا إلى المنزل فوجئ بمستوطن يهودي يمسكه من عنقه ويحاول خنقه بشدة.

لم تشفع توسلات الطفل واستغاثاته، بل سرعان ما شارك في الضرب والركل مستوطنون آخرون، قدّر منتصر عددهم باثني عشر مستوطنا.

يتهم منتصر ووالده الناشط رائد أبو رميلة جنود الاحتلال الإسرائيلي بالمشاركة في الاعتداء قبل هروب المستوطنين إلى بؤرة تل الرميدة الاستيطانية إثر تجمع السكان الفلسطينيين في المكان، في حين نقل منتصر إلى مستشفى الخليل لتلقي العلاج.

أصيب الطفل برضوض في أنحاء جسده، وتم العبث بمشترياته وتخريبها وتحطيم هاتف كان يحمله ليتواصل مع العائلة خلال خروجه، في حادثة يؤكد منتصر أنها تتكرر يوميا مع أطفال البلدة القديمة من الخليل.

وبدل العودة بالأغراض انتهى به المطاف في المستشفى في حلقة جديدة من مسلسل اعتداءات المستوطنين على الأطفال الفلسطينيين بمحيط المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل.

ويسكن نحو ستمئة مستوطن إسرائيلي في خمس بؤر استيطانية أقيمت في عقارات فلسطينية محتلة بالبلدة القديمة من مدينة الخليل بعد احتلالها عام 1967.

ينشط والد الطفل رائد أبو رميلة في مراقبة وتصوير انتهاكات الاحتلال والمستوطنين في محيط المسجد الإبراهيمي، لكن الحظ لم يحالفه هذه المرة في تصوير ابنه، ووصل متأخرا بعد هروب المستوطنين من المكان.

كابوس وسط المدينة

كانت المفاجأة صادمة للناشط رائد أبو رميلة عندما شاهد تسجيلا للاعتداء على ابنه في مقرٍ لشرطة الاحتلال حيث استدعي لتقديم إفادة حول الاعتداء على طفله، موضحا أن الشرطة رفضت الإفراج عن التسجيل لنشره.

ويقول أبو رميلة إن الحياة في قلب الخليل أصبحت أشبه بكابوس للسكان وتحديدا الأطفال، وبات الكل مهددا من قبل المستوطنين الذين ينفذون اعتداءاتهم على مرأى ومسمع الجنود.

ويحيط الاحتلال منطقة المسجد الإبراهيمي بمساحة نحو كيلومتر مربع بالحواجز العسكرية والإجراءات المشددة، في حين يحتاج السكان إلى تنسيق مسبق لإدخال أغراضهم واحتياجاتهم المنزلية.

بدوره يؤكد موسى أبو هشهش الذي يعمل في منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، أنه وثق خلال فترة عمله الطويلة مئات حالات الاعتداء على أطفال في الخليل القديمة.

تهاون وشراكة

ويقول إنه لا يكاد يخلو يوم من انتهاك لحق من حقوق الأطفال في محيط المسجد الإبراهيمي، موضحا أنه وثق مئات الإفادات في هذا الاتجاه خلال السنوات الأخيرة.

وذكر أن الحالات التي يوثقها تتوزع بين اعتداء بالضرب أو اعتقال أو توقيف لمن هم دون سن 13 عاما، واصفا منطقة قلب الخليل بأنها مكان غير آمن للأطفال.

وتعتبر المنظمة الحقوقية الإسرائيلية جنود الاحتلال شركاء في عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين الذي “أضحى منذ زمن جزءًا لا يتجزّأ من روتين الاحتلال”.

وتقول في موقعها الإلكتروني إن “قوات الأمن (جيش وشرطة الاحتلال) تتيح هذا العنف الذي يعرّض للخطر حياة الفلسطينيين ويلحق الأذى بأجسادهم وممتلكاتهم وأراضيهم، وأحيانًا تبسط حمايتها عليه بل تشارك في الاعتداءات”.

وأوضحت أنه في معظم الحالات القليلة التي فُتح فيها تحقيق أُغلق الملفّ دون التوصل إلى شيء، وذلك ضمن سياسة غير معلنة تتّبعها أجهزة تطبيق القانون قوامها التسامح والتهاون وعدم محاسبة المخالفين.

المصدر: الجزيرة نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى