يا للعار
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
يُفجع #الشعب #الأردني كل يوم بمصيبة كبرى وكأن ما حدث ويحدث هو في قارة أخرى، بالأمس فجعنا بمقتل كوكبة من شبابنا في #العقبة نتيجة إهمال واضح وجلي لا يحتاج الى تشكيل لجان وإنما الى القاء القبض على كل #المسؤولين عنه من كبيرهم الى صغيرهم وتحويلهم الى القضاء المُختص بالتحقيق والمحاسبة، هذه اللجان أصبحت اليوم أطواق نجاة لذوي الشأن ممن يراد إبعادهم عن تحمل #المسؤولية، فمن شاهد انفجار اسطوانة الغاز يلاحظ مباشرة عدم وجود أدنى متطلبات السلامة العامة، ناهيك عما أفاد به العاملون هناك من تحذيرهم المسؤولين مرات عدة عن تلف حبل الرفع منذ شهور، حيث كان بالامكان شراء مئات الحبال مقابل حفلة أُنس لأولئك الفشلة!
هذه الجريمة ستتكرر، فناقلات هذه الصهاريج الغازية السامة تجوب طرقاتنا على مدار الساعة وأيضاً بلا أية إجراءت سلامة عامة وتمر من خلال شوارع مزدحمة ومكتظة بالسكان ، هذه الغازات سريعة الاشتعال والانفجار بمجرد تعرضها لأي مصدر حراري سواء نتيجة تعرضها لحرارة الشمس العالية ولفترات طويلة أثناء موجات الحر أو تعرضها لحادث سير، وأنا شخصياً لم اشاهد يوماً اية احتياطات لضمان سلامتها.
من ابسط بديهيات السلامة لناقلات المواد الخطرة السير فقط ليلاً لحمايتها من التعرض لحرارة الشمس صيفاً وتجنب الاكتظاظ وأن ترافقها دورية شرطة لمنع الاقتراب منها مسافة لا تقل عن 50 متراً ولتسهيل مرورها وضمان عدم توقفها في الأماكن المأهولة، أما تحميلها وتنزيلها فيجب أن يتم في أماكن مخصصة للمواد الخطرة شريطة إخلاء كل المتواجدين باستثناء المعنيين بذلك شريطة ارتدائهم ملابس السلامة العامة “ملابس مقاومة للحريق ، كمامات ، خوذ للرأس ” ، أما عملية التحميل والتنزيل فيجب أن تكون بحبال من الصلب الكربوني خال من أية عيوب ذو قطر يتناسب ووزن الحمولة ويشترط توفر مضخات وخزانات مملؤة بمواد مقاومة الحريق ” سوائل ، بودره ، مواد رغوية ..الخ ” ذات ضغط عال في المكان لتشغيلها فوراً عند وقوع هكذا حوادث ، لكن أي من هذا للأسف الشديد غير معمول بها لرخص أرواح الاردنيين !
فاجعة تسبقها وتتبعها فاجعة والنتيجة لجان ولجان ويا دار ما دخلك شر، لا شيء يتغير وإن يتغير فهو للأسوأ، وسؤال بسيط لحكومتنا العتيدة: ألا تستحق هذه الارواح إعلان الحداد العام ! ألا يستحق الشعب الاردني وقفة حكومية وزج تلك السيدة التي أهانتنا في السجن والقصاص منها ! أليس لدينا تشريعات إطالة اللسان والذم والقدح ! اذا لم نكن نحن الشعب الاردني مصدر السلطات أصحاب مقامات عليا – فمن هم المقامات العليا ! ألا يستحق الشعب الاردني أن تحافظوا على أمواله وخاصة الأميرية التي يسطى عليها يومياً بتواقيعكم! أليس أولى بهذه العقارات الأميرية أن توزع بأسعار معقولة على ابناء المناطق الحارة الذين يؤمنون لكم غذائكم؛ وذوي الدخل المحدود من مدنيين وعسكريين على شكل تجمعات سكانية – واذا تقرفوا منهم فليكن خارج عمان ! على الأقل لحماية الملكيات الزراعية ورفد خزينة الدولة بدلاً من وهبها مجاناً !
يا للعار.. هذه إنجازات حكومات العلاقات الاجتماعية والتنفيعية ! كفانا مصائب وفواجع ! فدرجة التحمل فاقت طاقتنا، ودرجة الثقة أصبحت معدومة ، واتقوا شر الحليم إذا غضب!